أسبالتا

كرة القدم تجمع فرقاء السياسة في السودان

ردود الأفعال تجاه نتيجة مباراة المنتخب السوداني التي خرج بها أمام نظيره الغاني مساء الثلاثاء في ليبيا سيطرت على مجمل ساحات الرأي السودانية و وسائل التواصل الاجتماعي.

و رغما عن واقع الحرب المؤلم الذي يعايشه سودانيو الداخل و الخارج على حد سواء، اهتم السودانيون بالفوز الذي حققه منتخبهم على نظيره الغاني ذي الامكانات الكبيرة من واقع احتشاده بالنجوم الذين يلعبون لأندية تخوض منافسات دوريات رفيعة المستوى.

و اعتبر الكثيرون أن المستويات التي ظل يقدمها المنتخب السوداني نقطة ضوء في حياة الشعب السوداني الذي يعاني حالة الحرب القاسية.
فرقاء السياسة هنأوا المنتخب و السودانيين بهذا الانتصار الذي وحد في حالة نادرة مشاعر السودانيين، فقد بعث مسؤولون حكوميون من أعلى هرم السلطة التهانئ، و عبروا عن سعادتهم بفوز المنتخب السوداني، و ربط بعضهم كوالي الجزيرة ذلك بانتصارات القوات المسلحة السودانية في ميادين القتال، في مقاربة اختار أن يجريها على حالين تجري فصول كل واحد منهما في واد مختلف.
أما تنسيقية القوى المدنية المعروفة اختصارا ب “تقدم”، فقد أصدرت هي الأخرى تهئنة للمنتخب السوداني و جماهيره، رابطة ذلك الانتصار و روح المنافسة التي لعب بها المنتخب بإرادة السلام لدى الشعب السوداني و رغبته في إيقاف الحرب.
بدا للمتابع أن حالة الفرحة في خضم مأساة الحرب صنعها منتخب يجتمع لاعبوه للتدريب في دولة غير دولتهم و يخوض كل مبارياته في أرض غير أرضه، مما شكل أملا لدى السودانيين بقهر الصعاب و تطويع الظروف التي فرضتها الحرب.
لم يفت على السياسيين محاولة الاستفادة من زخم انتصار المنتخب السوداني و الاستثمار السياسي في ذلك الزخم، كما لم يفوت مختلفو الرأي و التوجه الفرصة للتراشق على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن القاسم المشترك بين الجميع هو الفرحة و مقدار الامتنان الذي أظهروه تجاه لاعبي المنتخب السوداني وجهازه الفني و اتحاد الكرة.
في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الشعوب لابد من اطلاع البعض بتحري ما يجمع الناس و لا يسعى لتفريقهم، و هو ما فعله المنتخب السوداني الذي برهن على قدرة الرياضة في توحيد الناس كما تفعل الفنون.
قد تعوزنا آداب الاختلاف في السياسة، و لكننا نحمل لبلادنا التي نحمل هويتها كل الحب، فأرض غيرنا لن تكون أرضنا، كما أن بلادنا هي الأم التي دون وجودها نكون في كنف التشرد و اللجوء.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.