بعد أن دفعت الحرب ملايين السودانيين للخروج من بلادهم تشكلت في حياة كل واحد منهم قضية حيث قطن.
ففي الوقت الذي تراجعت فيه إثيوبيا عن التزام سابق تجاه السودانيين بشأن رسوم الإقامة على أراضيها أعلنت مصر عن تسهيلات للسودانيين.
التسهيلات المصرية شملت زيادة في مدة صلاحية تصاريح الإقامة و تسريع إجراءات إصدارها وفق ما أكده السفير المصري لدى السودان هاني صلاح.
صلاح أكد أن التسهيلات التي اعتمدتها الحكومة المصرية تهدف لدعم السودانيين الذين يعانون من ظروف صعبة نتيجة الحرب في السودان.
هناك على الهضبة شرق القارة دب القلق و التوجس في نفوس الملايين من السودانيين المقيمين في إثيوبيا، بعد أن أعادت الحكومة تفعيل رسوم الإقامة بعد أن كانت قد أعفتهم من سداها تقديرا لظروفهم و ما آل إليه الحال في السودان.
لطالما نظر السودانيون لجارتيهما مصر و إثيوبيا باعتبارهما الوطن الثاني، بحكم الجغرافيا و الدماء و التاريخ المشترك، و لهذا ينتظرون دائما معاملة خاصة من الجارتين.
أثرت قضية اللاجئين السودانيين في معسكرات أمهرا خلال هذا العام على النظرة الكلية لتعامل إثيوبيا مع اللاجئين السودانيين، غير أن معسكرات أخرى ظلت مثالا للتعامل الطبيعي مع أزمة السودانيين.
سودانيو أديس أبابا يعانون أزمات ارتفاع أسعار السكن و تكاليف المعيشة مع كونهم لا يعملون، و لهذا فهم ينتظرون من الحكومة الإثيوبية مراجعة قرارها بإعادة الرسوم على ضوء ما يعانون من صعوبات.
يقول ص ع، “ليس لدى ما أدفعه، أنتظر أن تنتبه الحكومة لذلك، أنا على ثقة بأن قرار إعادة الرسوم ستتم مراجعته”.
كحال الملايين ممن غادروا السودان يعيش ص ع تحت وطأة المعاناة بعد أن فقد ما كان يملك على قلته، و غادر وطنه نجاة بنفسه من الحرب، و لئن كان مقدار ما قدم من تسهيلات اليوم كافيا فقط لتسهيل الحياة اليومية، فإن الأمان النفسي و الاجتماعي لا يأتي إلا بانجلاء حالة الحرب و عودة الحياة إلى طبيعتها في بلاد لطالما كانت أبوابها مشرعة على مر العقود لقوافل اللاجئين و الهاربين من جحيم الحروب في بلدانهم.