مع غياب الأعمال و الخدمات تضاءلت فرص كسب العيش في كبرى مدن ولاية الجزيرة وسط السودان، و هي المدينة التي تسيطر عليها الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني في حرب السودان المستمرة منذ أبريل 2023.
اختفت المواد التموينية من المدينة، و تعرضت البقالات و المتاجر التي كانت تعمل بتصديق من القائد السابق المنشق عن الدعم السريع أبو عاقلة كيكل للإغلاق أو النهب، كانت تلك شكوى المواطنة “ر س”، التي أضافت أن السيولة النقدية انعدمت بعد نحو 3 أيام من انضمام القائد كيكل للجيش.
عمل أبو عاقلة كيكل قائدا للدعم السريع في ولاية الجزيرة، و قابلت انضمامه للجيش ردود أفعال واسعه تمثلت في اتساع هجمات الدعم السريع لتشمل قرى و بلدات في شرق الجزيرة راح ضحيتها مئات المدنيين وفق تقارير أممية من بينها تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، و آخر لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
المواطنون في ود مدني كانوا يتسلمون تحويلاتهم المرسلة من ذويهم في الخارج بعد خصم عمولة 20%، إلا أن العمولة طفرت إلى 40% مع عدم وجود السيولة لدى الأشخاص المدنيين.
مصدر آخر داخل مدينة ود مدني ربط بين انعدام السيولة و حصر المتبقي منها في يد أفراد محدودين و القرار الحكومي الأخير المرتبط بتغيير فئات من العملة السودانية، و هو القرار الذي رفضت الدعم السريع تطبيقه في مناطق سيطرتها.
تحدث المصدر عن أوضاع إنسانية بالغة التعقيد جراء انعدام السيولة النقدية في ود مدني، حيث يهدد شبح الجوع العديد من الأسر ممن بقوا داخل المدينة، بعدما لم تعد التحويلات المالية تجدي.
أعداد غير محددة من المدنيين نزحت إلى ولايات أخرى و أعداد أخرى لجأت إلى دول مجاورة مع دخول الدعم السريع لعاصمة ولاية الجزيرة العام الماضي، إلا أن هناك الكثيرون ممن لم يستطيعوا إلى الخروج سبيلا، و هم من يعانون الآن ضيق سبل العيش، خاصة في ظل انعدام الخدمات و الأعمال و التي من بينها المصارف التي توفر السيولة النقدية للحصول على المأكل و المشرب.
تمضي الحرب في السودان بعد أشهر من الآن نحو كمال عامها الثاني، و قد برهنت مشاهدها و وقائعها على أن المدنيين هم أكثر من دفع فاتورتها الباهظة.