مثلما دمرت الحرب مؤسسات إعلامية سودانية كانت قائمة في الخرطوم عاصمة البلاد، أنتجت الحاجة للإعلام في خضم الحرب و ما بعدها أفكارا و أحلاما تدفعها الآمال بمستقبل مشرق وقدرة على حمل الرسالة.
ببورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان دشنت مؤسسة النعماني الإعلامية نشاطها الذي بذرته قبيل اندلاع الحرب بإحياء ليلة جمعت طيفا واسعا من السودانيين من مختلف الاتجاهات و المشارب؛ منهم الإعلاميون و المثقفون و المفكرون و الساسة.
المدير العام لمؤسسة النعماني الإعلامية زهير الطيب بانقا أفصح عن أن المؤسسة تعنى بالإنتاج الإعلامي الشامل و الواعي و المدرك و المبتكر و المبادر و الوطني المسؤول، و تساند كرامة الوطن و عزته، و تعمل على إنشاء شراكات ذكية و تهتم بتقديم منتوج إعلامي مهني.

المدير العام للمؤسسة أضاف بأنهم رأوا أن تكون البداية بمثابة إزجاء التمنيات لأهل ولاية الجزيرة بسلامة العودة إلى ولايتهم و منازلهم بعد محنة الحرب، و كذا بذل الشكر و إبداء التقدير لأهل ولاية البحر الأحمر شعبا و حكومة على ما قدموه من حسن ضيافة لأهلهم الذين قدموا من ولاية الجزيرة.
ليلة مؤسسة النعماني الإعلامية حملت عنوان “مطروحة الجبين”، في إشارة إلى ما جاء في “أوبريت الجزيرة” بقلم الراحل المقيم الشريف زين العابدين الهندي، و الذي قدمه الباحث و المثقف الراحل عبد الكريم الكابلي.
يقول زهير الطيب بانقا إن المؤسسة قصدت أن تتطرق في الليلة للكثير من المعاني التي حملها الأوبريت، و تلك المعاني التي ترسخ لمشروع الجزيرة العملاق و تاريخه المجيد و هو يناهز المائة عام.

الليلة حضرها والي ولاية البحر الأحمر و محافظ مشروع الجزيرة و شرطة البحر الأحمر و ممثلين لجهاز الأمن و المخابرات و القوات المسلحة و المستنفرين و جمع من المواطنين، و كرمت المؤسسة أهل البحر الأحمر في شخص والي الولاية.
مؤسسات إعلامية سودانية عديدة أوقفت الحرب نشاطها
يؤكد مدير مؤسسة النعماني الإعلامية أن الحرب أثرت على مؤسسات إعلامية كثيرة و أوقفت نشاطها، مثلما أوقفت انطلاقة المؤسسة قبيل اندلاع الحرب، و يكشف أنهم بصدد إقامة ليال أخرى في مدينة ود مدني و مدينة المناقل التي كانت عاصمة مؤقتة للولاية في الفترة الماضية، مع تأكيد من محافظ مشروع الجزيرة المهندس إبراهيم مصطفى على إقامة ليلة في مدينة بركات.
يشير المدير العام لمؤسسة النعماني الإعلامية إلى أن المؤسسة مشغولة بمعركة البناء و التعمير لما دمرته الحرب و التي تتطلب تكاتف الجميع بداية بدواخل الناس و نسيجهم الاجتماعي الذي أصابه الكثير من التهتك و الخلل و لهذا ستنفذ المؤسسة مشروع ” إعمار الإعلامي “، إضافة إلى إطلاق صحيفة “إعمار الإلكترونية”، بجانب مشروع آخر حول “التعافي الوطني”، دعما للوحدة و التواصل و نبذ القبلية، و تعزيز روح اللجوء إلى المؤسسات القانونية التي تضمن رد الحقوق لأصحابها.

تعكف المؤسسة بحسب إفادات مديرها العام على الإعداد لمهرجان كبير بعنوان “شكرا بورتسودان”، إضافة إلى يوم صحي يحتوي على علاج مجاني و فحص معملي، و عملية إصحاح بيئي بمشاركة نجوم المجتمع من أجل حث المجتمع على مساندة الدولة في بعض الأعمال، بجانب يوم للطفل يحتوي على أعمال مسرحية تعنى بالأطفال و قضاياهم، خاصة و أنهم أكثر الفئات التي تعرضت لهزات عنيفة و مؤثرة خلال فترة الحرب و أحداثها العصيبة، إضافة إلى ليلة ختامية من محتوياتها الكلمات و التكريم لبعض القيادات.
يقول مدير مؤسسة النعماني الإعلامية إن تسمية المؤسسة جذورُها تعودُ إلى “ود نعمان” القرية الوادعة في ولاية الجزيرة، و في ذلك دعوة إلى التمسك بالوطن الصغير و الوطن الكبير أينما حل الإنسان، و إلى أي مكان رحل إليه، مبديا سعادته بانضمام الأستاذ الهندي الريح رئيسا لمجلس الإدارة، و الأستاذ هيثم التهامي مستشارا لها، و الأستاذ هيثم الريح في مشروع “شكرا بورتسودان”، و لفيف من الزملاء الإعلاميين تفتح لهم القلوب قبل الأبواب كل حسب الفكرة و المشروع المطروح للتنفيذ.
