العديد من الناس يصيبهم الخوف عندما يتم إبلاغهم بواسطة الأطباء بأنهم مصابون بجرثومة المعدة مع أن مصابي هذا النوع من البكتيريا الحلزونية الملوية البوابية لا تظهر على غالبيتهم و هم ثلثي البشر أي أعرض تشير إلى وجودها.
20% فقط من المصابين تظهر عليهم الأعراض
قد لا يعلم الكثير ممن يصابون بهذا النوع من البكتيريا أنها سبب في الكثير من المضاعفات و التي من بينها الإصابة بالقرحة المعدية، و التي تنتج من تجنب الشخص تلقي العلاج اللازم الذي يقرره الطبيب.
الطعام الملوث هو العنوان الأول عندما يكون الحديث عن جرثومة المعدة، و يدخل في نطاق ذلك تناول المياه الملوثة و استخدام الآنية و الأطباق و الملاعق الملوثة بالبكتيريا، حيث يعتبر لعاب المصاب هو المصدر الأساسي للعدوى خاصة عند تقبيل شخص مصاب بالبكتيريا أو ملامسة براز أو قيئ يحتوي عليها.

لا يزال الكثيرون في الدول النامية و الفقيرة يمارسون سلوكا يجانب الحكمة عندما يعدون الطعام أو يتناولون الطازج من الخضروات، و العديد من الأشخاص لا يهتمون بغسل الأواني بشكل كامل و ناجع من بقايا الأطعمة التي كانت تحتويها سابقا، كما أن السلطات الصحية لا تقوم بواجبها في عدد من البلدان في أفريقيا و آسيا بوضع الاشتراطات الصحية للمطاعم و المقاهي و متابعة تنفيذ تلك الاشتراطات بشكل حازم؛ مما يؤدي إلى سهولة و سرعة انتشار العديد من الأمراض و زيادة رقعة تفشيها في مجتمعات البسطاء.
في مجتمعات أشد فقرا لا يهتم الناس باستخدام المنظفات في غسل الأواني سواء كانت في المنازل أو المحال العامة التي يتناول فيها المارة الطعام و الشراب، و كثيرا ما تشاهد الملاعق تغمس فقط في الماء لتقدم بعد ذلك لزبون آخر ليستخدمها في تناول طعامه.
و مثلما لا تتوفر الاشتراطات الصحية و الأطعمة الجيدة لأعداد كبيرة حول العالم لا تتوفر كذلك المياه الصالحة للاستخدام الآدمي لقطاعات كبيرة تعتمد على تناول مياه من ترع راكدة أو آبار و جميعها لا تخضع للتعقيم مما يفاقم الإشكالات الصحية الناجمة عن ذلك.
عند الإصابة تبدأ البكتيريا في التأثير على المعدة و الإثني عشر، و تتأثر بطائن المعدة و تفرز إنزيمات و سموم و يعني ذلك إصابة الشخص بالتهاب المعدة و الاثني عشر و تتفاقم الحالة بإفراز العصارات المعدية.
يمثل عدم الاهتمام بالنظافة تمهيدا مناسبا للإصابة بجرثومة المعدة و انتقالها بين الأشخاص؛ خاصة في المناطق و البيئات التي يفتقر سكانها للمياه الصالحة للشرب و الرعاية الصحية المناسبة.
يقول الأطباء المختصون إن الكثير من المصابين بالتهاب المعدة و الاثني عشر لا تظهر عليهم أعراض، بل إن الكثير من مصابي قرحة المعدة لا تظهر عليهم أية أعراض تشعرهم باعتلال الصحة، غير أن هناك أعراض لقرحة المعدة يلخصها المختصون في الألم في منطقة المعدة، إضافة إلى نقص الشهية و عدم الرغبة في تناول الطعام.
و من أعراض قرحة المعدة الواضحة حرقة المعدة “الحرقان”، و قد تسبب القرحة المعدية النازفة فقر الدم.
مشكلات أخرى يمكن أن تسببها جرثومة المعدة
يوصي المختصون بالتوجه لمقابلة الطبيب بمجرد تحول الفضلات إلى اللون الأسود أو خروج الدم مع الفضلات أو التقيؤ، بمصاحبة الألم الشديد في البطن، أو فقدان الوزن دون سبب معروف.
و يمكن أن يسبب إهمال زيارة الطبيب إلى مضاعفات خطرة من أشدها سرطان المعدة، و النزيف الداخلي و قرحة المعدة.
يوصي الأطباء بعدم الإهمال في تناول الأدوية و العقاقير الموصى بها و المحددة، و هي مجموعة يصفها الطبيب على رأسها المضاد الحيوي و مثبطات الأحماض.
و يوصى كذلك بتجنب اللجوء إلى عقاقير غير التي وصفها الطبيب، و تجنب أنواع العلاج التقليدية غير المرخصة، و التي يمكن أن تفاقم حالة المريض و تسبب مضاعفات للحالة.

للوقاية من جرثومة المعدة الابتعاد عن مشاركة الأدوات أثناء الأكل و الشرب، و الالتزام بغسل الخضروات، و تنقية مياه الشرب، و غسل اليدين بالماء و الصابون قبل الأكل و قبل طبخه.
تظل النظافة الواقي الأول ضد الكثير من الأمراض خاصة أمراض الجهاز الهضمي التي يكون سببها الأساسي التلوث.