أسبالتا

أين اختفى حميدتي؟

بين الفينة و الأخرى يثور السؤال في الأوساط السودانية و الأجنبية خاصة الصحافة عن مكان وجود قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الذي ظهر مرة واحدة في الأيام الأولى لاندلاع الحرب معتمرا “الكدمول”، و يجلس في مقدمة سيارة مسلحة.

ندرة ظهور دقلو تفتح الباب دائما أمام التكهنات بمصيره و هو الذي ظهر مرات معدودة منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، و أثار الجدل في المرات القليلة التي ظهر فيها.

التفسير الشعبي لظهور حميدتي في المرات النادرة التي ظهر فيها أن الشخص الذي قابل رؤساء الدول و التقى أعضاء تنسيقية القوى الديمقراطية الوطنية “تقدم” سابقا بمن فيهم رئيس مجلس الوزراء السابق “حمدوك” نفسه، ما هو إلا روبوت!، فيما رأى آخرون أن الحدث لم يكن حقيقيا و إنما تم إنتاج مقاطع الفيديو بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي!.

الرؤية الشعبية لمصير حميدتي أقرب إلى المنطق، فقد شهد شهرا فبراير و مارس أحداثا كثيرة كان الأولى و الأجدى للدعم السريع سياسيا و عسكريا ظهور حميدتي خلالها، مثل توقيع الاتفاق مع القوى السياسية التي تحالفت مع “الدعم السريع” في “تأسيس”، و وقعت معه دستورا للسودان حسب رؤيتها.

أعلى قيادة مثلت “الدعم السريع” في هذه الفعاليات السياسية كانت القائد ثاني عبد الرحيم دقلو، و الذي حرص على مخاطبة هذه الفعاليات بصورة تقود العامة إلى الاعتقاد بقوة و ثبات “الدعم السريع”، رغم اقتراب الحرب من عامها الثاني، و إفصاح الوقائع عن الانحسار المستمر لمناطق سيطرة “الدعم السريع” أمام تقدم الجيش.

ما الذي يمنع دقلو الظهور؟؟

الشيء المؤكد أن حميدتي يتحرك وفقا لرؤية كابحة للظهور المستمر الذي اشتهر به عندما كان مشاركا في السلطة، فقد قام بجولة أفريقية العام الماضي، و ظهر في عدد من مقاطع الفيديو التي لا يمكن القطع بأنها مزورة.

لقد أقنع قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على حميدتي في يناير 2024 و كذلك كندا الكثيرين بأن الرجل ما زال على قيد الحياة، فدول بقدرات و إمكانيات الولايات المتحدة الأمريكية و كندا لا يمكن أن تنطلي عليها الخدعة و تفرض عقوبات على شخص متوفَى، إلا إذا كانت جزءا من الخدعة نفسها.

لم يحضر حميدتي مؤتمر نيروبي، و لم يظهر حتى عبر تقنية الفيديو التي أصبحت متاحة و تغني كثيرا في مثل هذه الحالات، و لكن لم يستخدمها حميدتي، لتتزايد الاستفهامات حول ما الذي منعه من الحضور أو حتى المشاركة عبر الفيديو!.

عندما سئل مستشار “الدعم السريع” الباشا طبيق في مقابلة صحفية عن عدم حضور حميدتي لفعاليات مؤتمر نيروبي رغم أهميتها، أجاب بأنه – أي حميدتي- “مشغولٌ بأشياء أهم”.

فسَّر البعض من المحللين عدم حضور قائد “الدعم السريع” فعاليات مؤتمر كينيا بأنه حدث لأسباب أمنية و لها علاقة بسلامته الشخصية، غير أن ذلك التفسير يبطله حضور شخصيات أخرى لها وزنها العسكري بين مؤيديها كقائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو، و قيادات أخرى.

دقلو لم يظهر في العلن خلال أحداث كبيرة متعددة
عبد الرحيم دقلو بدأ أكثر ظهورا من أخيه

و جاءت مخاطبة قائد ثاني الدعم السريع الأخيرة و التي تحدث فيها لنحو 15 دقيقة كقائد ، و لم يتناول فيها أي حديث أو رسالة عن قائده، لتلقي الاستفهامات حول مصير القائد!، فقد درجت المخاطبات السياسية و العسكرية في السودان على نقل “تحيات القائد” للمخاطبين و هو مالم يحدث.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.