أسبالتا

كيف تنشأ الديون .. و كيف نتعامل معها؟؟

تمثل الديون ثقلا نفسيا مرهقا للكثيرين، و ينطبق عليها المثل السوداني القائل “المهموم ما بنوم”، خاصة و إن كانت الديون كبيرة و متراكمة.

كيف تنشأ الديون في حياتنا ؟

تنشأ الديون في حياتنا لأسباب متعددة منها نتيجة زيادة الإنفاق بما يفوق القدرة المالية للفرد و إمكاناته، أي عندما تتفوق المنصرفات على الدخل، حيث ينشأ العجز الذي يلجأ الشخص لسده عن طريق الاستدانة.

و تنشأ الديون بسبب الإنفاق دون وجود خطة مالية تحدد ملامح ذلك الإنفاق، فيحدث سوء إنفاق نتيجة العشوائية في التعامل مع الحاجات و المنصرفات.

كما أن الحياة كثيرا ما تحمل ظروفا طارئة تتسبب في الاستدانة مثل الحوادث المفاجئة و الأسفار و مرض أحد أفراد العائلة و نحوها من طوارئ تتسبب في الإنفاق غير المدروس، و هي الحالات التي يمكن معالجتها من صندوق الادخار أو الفائض في حالة وجودة حتى لا نضطر إلى الاستدانة.

أما التضخم و غلاء الأسعار فهو السبب الأبرز في إقحام الأشخاص عالم الديون المرير، ففي كثير من الحالات تتقازم الأجور أمام الأسعار فينتج العجز المالي.

و الكثيرون في عالم اليوم يدخلون في التزامات مالية صعبة و هم في غفلة، حيث يعمدون إلى طلب التمويل و القروض من البنوك و المؤسسات المالية دونما دراسة لأوجه السداد و سقفه الزمني، فيتعرضون لضغط الدين.

أما في مجتمعات نعرفها فالعادات الاجتماعية من تفاخر أو كرم قد تدفع البعض نحو الاستدانة دونما احتراس، فتنشأ المشكلة.

علينا في كل الأحوال معرفة التمييز بين ما هو أساسي و ضروري و بين ما هو غير ذلك حتى نتجنب الإنفاق في غير موضع ضرورة، و ذاك بناءا على الدخل الشخصي للفرد.

كيف نتخلص من الديون ؟

للتخلص من الديون تبدأ الاستراتيجية بالابتعاد عن الصرف غير المرشد و الاقتصاد بتحديد أولويات الصرف الأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية، و ذلك يساعدنا كثيرا في تجنب الصرف على غير الضروريات توفيرا للمال.

إن عملية تحديد الدخل توضح بصورة كبيرة مجالات الصرف و تكبح من الرغبة في الإنفاق و التي تدخل الكثيرين في العجز و الاستدانة.

العديدون لا يضعون ميزانية تحدد بنود الصرف الشخصية، و حتى إن وضعوها لا يتم الالتزام بتلك الميزانية و في ذلك ما يشكل خطرا على المدخرات بل و يجرف الشخص ناحية الديون المقلقة.

من استراتيجيات تخفيف الضغط النفسي على الشخص المثقل بالديون هو العمل على سداد الديون الأقل حجما ثم الانتقال إلى الأكبر قيمة و ثقلا.

يلجأ الكثيرون للبحث عن فرص عمل إضافي لتنمية الدخل لمقابلة المطالبات المالية، و تلك استراتيجية فعالة إن ما تحققت، كما أن بيع الأغراض غير المهمة و التي لا نحتاجها استراتيجية أخرى يمكننا كن خلالها القضاء على الديون.

في أوقات السعة و الدخل الجيد لا يهتم العديدون بالادخار أو الحفاظ على قيمة المال، فيهلكونه في شراء أشياء ليسوا بحاجة إليها، و ذلك يحرم الشخص من الاستفادة من قيمة المال وقت الحاجة.

علينا تجنب شراء ما لا نحتاج إليه منعا للإسراف الذي هو أمر ممقوت في الدين، توفيرا للمال وقت الشدة.

يعتبر التهرب من الدائنين طريقة خاسرة للتعامل مع الأزمة، فذلك يجر إلى مشكلات نفسية تزيد من الأزمات، و تعيق الشخص عن التفكير في الحلول المثالية، إضافة إلى أن ذلك التصرف قد يستفز الدائنين و يدفعهم لطلب حقوقهم بالطرق القانونية.

و يمكننا أن نؤكد أن التخلص من المطالبات المالية هو الطريقة الأفضل للتطور ماليا، كما أنه السبيل الذي يفضي بنا الاستقرار النفسي.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.