الانتهاكات ضد المدنيين في السودان .. السمة الأبرز في الحرب
ظل استهداف المدنيين بالقتل و الاعتقال و الاختطاف و المرافق المدنية بالقصف هو السمة الأوضح في حرب السودان، إلا أن هذه السمة باتت أكثر قوة في تحديها للقوانين الدولية و الأعراف بعد تحذير السلطات العسكرية الحكومية في الفاشر للسكان و سائقي السيارات على وجه الخصوص من الهجمات بواسطة الطائرات المسيرة و المدفعية.
و بالرغم من أن المدينة تتعرض للقصف المتكرر بكافة أنواع مدفعية الميدان منذ وقت ليس بالقليل و يسقط فيها و حولها المدنيون في مخيمات النزوح المزمن، إلا أن فاجعة استهداف الدعم السريع لحافلة ركاب الخميس العاشر من أبريل مثل صفحة أكثر وضوحا من صفحات مأساة المدنيين المنكوبين في الأصل بالحرب و قلة الغذاء و الدواء.
سقطت امرأتان و طفل، و أصيب 3 آخرون، في قصف بطائرة مسيرة، غير أن تلك لم تكن حصيلة يوم واحد من الصراع في الفاشر و ما حولها، فقد حصدت قذائف الهاون أرواح 20 من المدنيين في ذلك اليوم و جرحت 17 آخرين تم نقلهم لمشافٍ تعاني هي الأخرى ضعف الإمكانات.
السلطات العسكرية ممثلة في الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني نبهت المواطنين المدنيين على “أخذ الحيطة و الحذر أثناء تجوالهم في المدينة، و عدم التجوال في المساحات المكشوفة، و التوقف عن الحركة مع ظهور الطائرات المسيرة، و سماع صوت القذيفة الأولى”.
ذلك التحذير ينبئ عن أوضاع المدنيين في مدينة طال حصارها و صمت المجتمع الدولي عن مأساة أهلها بعد ان اكتفى العام الماضي بطلب فك حصارها و كف يد الحرب عنها.
الانتهاكات ضد المدنيين في السودان .. ملف المفقودين
مع حلول الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في السودان ألقت الأمم المتحدة الأضواء على قضية آلاف المفقودين، و الذين لا يعلم عنهم ذووهم شيئا منذ اختفائهم في خضم الصراع في السودان.
خبير الأمم المتحدة المعني بالسودان رضوان نويصر تحدث لأخبار الأمم المتحدة عن نحو 50,000 مفقود بحسب المجموعة السودانية للدفاع عن الحريات، و 3,177 حالة من بينهم 500 امرأة و 300 طفل و ثقتها منظمات حقوقية سودانية.
نويصر أبدى أسفه لما وصفه ب ” عدم إيلاء الأطراف المعنية أهمية كبيرة للمسائل المتعلقة بحقوق الإنسان في السودان بالرغم من الدعوات المتكررة من الأمم المتحدة و منظماتها و أمينها العام بعدم إدخال المدنيين دائرة الصراع “.
الانتهاكات ضد المدنيين في السودان .. هجمات غير مبررة
في الخامس عشر من أبريل 2023 و مع بداية الحرب في السودان بدا أن المدنيين و مساكنهم و ممتلكاتهم هم أحد الأهداف، بالرغم من عدم وجود مبرر لذلك بطبيعة الحرب التي بدأت سياسية، و مع اتساع دائرة الانتهاكات ضد المدنيين في السودان دخلت ولايات أخرى دائرة الحرب و بدت الانتهاكات أكثر وضوحا في الجزيرة و سنار و كامل إقليم دارفور بولاياته المختلفة.
في أكثر أوقات الحرب اشتدادا كان النزوح هو العنوان الأبرز، ليس لخوف المدنيين على أرواحهم من الوقوع ضحية النيران المتبادلة، ولكن خشية السقوط بنيران توجه لهم، أو الانتهاكات غير المبررة التي تعرض لها من سبقوهم في اختبار تجربة الحرب.
الانتهاكات ضد المدنيين في السودان .. خطأ في تعريف الأسير
مع إطلاق سراح أعداد ممن كانوا رهن الاختطاف و هم أقرب إلى الموت من الحياة من فرط الهزال، بدا أن أغلبهم من المدنيين، و ذلك مما يثير العجب في حرب اندلعت لأسباب سياسية !.
لقد توفي (علي) و هو رهن الاحتجاز لمجرد علم خاطفيه بأنه كان يعمل في مؤسسة حكومية في وظيفة عامل، و من عجيب أمره أنه بلغ سن المعاش بعد احتجازه لعدة أشهر لم يقو خلالها على مقاومة تداعيات داء السكر فرحل!
درج العديدون في كتابتهم عن أوضاع الأسرى على وصف كل المحتجزين بالأسرى، و هو ما ضاعف من معاناتهم بالفعل، فالمدني في مثل هذه الأحوال يعد مختطفا و ليس على خاطفيه سوى إطلاق سراحه، و الامتناع عن خطف المزيد من المدنيين.
ترسم الحرب في السودان وجها قاتما لفترة كالحة من فترات الصراع بين البشر، فبعد سنوات سينظر الناس و العالم إلى حجم ما وقع من مأساة باقية الأثر، و يتساءلون، لم حدث كل ذلك؟!.
شكراً لكم موقع أسبالتا لاهتمامكم بالصراع في السودان وتنوير العالم بما يحدث
حفظك الله و اهل السودان جميعا.