أسبالتا

الصالحة تنزف دمعاً و دما

بقلم حيدر بركة.

بقلب يعتصره الألم و الغضب و الإحباط و اليأس، تابعت الصور و الفيديوهات المروعة من منطقة الصالحة على وسائل التواصل الاجتماعي، و التي توثق لجريمة قتل بشعة بحق مدنيين سودانيين أبرياء !.

هؤلاء الضحايا، أُعدموا بدم بارد، و قلوب عليها غشاوة الباطل، هذا الحدث فصل من فصول الوحشية التي تمارسها هذه القوات الخارجة عن القانون في حق الشعب السوداني.

إن فاجعة الصالحة ليست مجرد نبأ محزن نتجاوزه مع تقلبات الأحداث، بل هي دليل دامغ على الخطر الوجودي الذي تمثله هذه الميليشيا على أمن واستقرار هذه البلاد، طالما بقيت هذه القوات تتحرك بحرية و تعيث فساداً في البلاد، فإن الأمن و الأمان سيظلان مجرد سراب بعيد المنال و كلمات تكتب على الورق ليس لها مكان في أرض الواقع.

يجب أن نرفع أصواتنا جميعاً، في الداخل و الخارج، لندين هذه الجرائم البشعة بأعلى صوت، و يجب أن يعي العالم أجمع مدى الوحشية التي تتسم بها أفعال هذه القوات المتمردة، و إلا فإننا سنشهد المزيد من المآسي في حق أهلنا وأحبابنا، حتى في أكثر الأماكن التي نظنها آمنة وما ضربات المسيرات ببعيد.

إن اللحظة الراهنة تستدعي منا جميعاً توحيد الصفوف و نبذ الفرقة، فمصيرنا واحد في مواجهة هذا الخطر الداهم، يجب أن نختار لأنفسنا طريق العزة و الكرامة، طريق الدفاع عن النفس و الأرض، بدلًا من الاستسلام لإجرام هذه الشرذمة التي تتخذ قرارات القتل و الترويع دون أدنى وازع من ضمير أو دين أو قانون.

على صعيد المساءلة، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته كاملة تجاه هذه الجرائم و يجب أن تتحرك المنظمات الحقوقية و المحاكم الدولية لتوثيق هذه الفظائع و ملاحقة مرتكبيها، و على رأسهم قادة هذه الميليشيا الذين يتباهون بانتهاكاتهم.

يجب تقديم هذه الأدلة الدامغة إلى المحافل الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لاتخاذ إجراءات حاسمة تجاه هذا الفعل الشنيع.

كما يجب على وسائل الإعلام الدولية أن تولي هذه القضية الاهتمام اللازم، بنقل الحقائق كاملة و بشفافية للعالم أجمع، يجب استضافة الشهود و تقديم التحليلات المعمقة التي تكشف حقيقة ما يجري على الأرض.

إن صوت الحقيقة هو أقوى سلاح في مواجهة التضليل و الإنكار.

إن فاجعة الصالحة ليست مجرد أرقام في سجل الضحايا، بل هي صرخة استغاثة من شعب يكافح من أجل البقاء في وجه آلة حرب همجية.

يجب أن نكون صوتاً لهؤلاء الذين أُسكتت أصواتهم بالرصاص و الغدر، يجب أن نعمل معاً لضمان محاسبة المجرمين و تحقيق العدالة لضحايا هذه الفظائع، و أن نعمل بكل ما أوتينا من قوة لإنهاء هذا الكابوس الذي يهدد وجود السودان ومستقبله.

الملاحظ أن الصحفيين والاعلاميين نشطوا في نقل الأحداث بمهنية عالية و هذا وحده لا يكفي، على أجهزة الدولة و الجهات المعنية أن تتحرك سريعا وتخرج من هذا السُبات العميق.
يجب أن نكون صوتاً لمن لا صوت لهم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.