بقلم حيدر بركة.
بقلب يعتصره الألم وروح تغلي غضباً، أكتب عن فاجعة حلت بمدينة النهود الصامدة، فمداد مجزرة منطقة الصالحة لم يجف بعد لتُفتح علينا مجزرة النهود في كردفان الأبية.
أكثر من مئتين من المواطنين الأبرياء
منهم شخصيات اجتماعية و دينية و إعلامية بارزة في المدينة، و على رأسهم الشيخ أحمد النعمان الداعية المعروف بتقواه و ورعه، و الصادق الدخري، التاجر الأمين، و محمد المصباح، عميد الجامعة ، و الحسن فضل المولى، الإعلامي.
إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع،
لقد تجرأ هؤلاء على تصفية الأبرياء، بينهم أطفال و نساء، في جريمة تهز الضمير الإنساني.
لم يكتفوا بذلك، بل امتدت أيديهم الآثمة لنهب الإمدادات الطبية التي هي شريان حياة للمرضى، و تم نهب الأسواق التي هي مصدر رزق أهلنا، و حتى المستشفى التعليمي الذي يقدم العون للمحتاجين لم يسلم منهم.
إنها عاداتهم إذا دخلوا مدينة عاثو فيها فساداً، و التصفية شملت عشرات المواطنين الشرفاء الذين رفضوا تسليم سياراتهم.
أي وحشية هذه؟
إن ما حدث في مدينة النهود يجب أن لا يتكرر في المناطق المحررة، كان من الأجدر على الجيش أن يقوم بتأمين المناطق التي سيطر عليها تأميناً شاملاً.
و كان يجب استثمار الزخم الكبير الذي صاحب انهيار المتمردين و اخلائهم إلى أبعد نقطة،
لكن يبدو أن البعض انصرف إلى قضايا سياسية و مغانم دنيوية، و تنافسوا على المناصب و النفوذ، تاركين الثغرات التي استغلها العدو.
فالتراخي و الاستهانة بقدرات العدو سيكون له ثمن باهظ.
يجب على القيادة العليا للجيش الاهتمام الجاد بسير العمليات العسكرية، و أن تنفض عنها غبار السياسة و المصالح الضيقة.
يجب ألا يتم منح العدو فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب صفوفه.
يجب أن يوضع تحت ضغط عملياتي مستمر و مكثف على جميع الجبهات.
عندها فقط سينهار في العديد من المناطق، و بعون الله، ستتحقق الانتصارات، و سيهربون كما هربوا من قبل في الدندر و السوكي و القصر و جبل أولياء و الخرطوم و النصر سيكون حليف شعبنا و جيشنا الباسل بإذن الله تعالى.
نعلم أن المسؤولية كبيرة على عاتق الجيش و القوات المساندة التي تخوض المعركة و لكن نطالب بالمزيد من الضغط على التمرد.
و أنا أكتب و دموعي تجري على كردفان، فهي بقعة من بلادي الحبيبة أتذكر أيام الجامعة كانت الرحلة العلمية مقسمة إلى مجموعات (بورتسودان – كسلا- كردفان) أنا و صديقي بابكر اخترنا كردفان و تعرفنا حينها على مدير هيئة الإذاعة و التلفزيون الأستاذ الشاذلي.
تحية و سلاما على أهل كردفان جميعاً.
يجب أن نكون صوتاً لمن لا صوت لهم.
اتكلمنا وقلنا وين الجيش وين الجيش وين الجيييش… الجيش كان كل يوم فالقنا متحرك الصياد متحرك الصياد في كردفان. وكيكل كل يوم يطلع في فيديو يقول وصلنا كردفان البرائون شابكننا ماشين على الفاشر على الفاشر… طلع كله طلع وكذب وسواقة بالخلا