أسبالتا

فيديل كاسترو كيف صعد لتغيير كوبا ؟

عند الساعة التاسعة و النصف مساء يوم الجمعة الخامس و العشرين من نوفمبر عام 2016 بتوقيت هافانا رحل الرئيس الكوبي فيديل كاسترو.
لم يكن كاسترو رئيسا كسائر من قادوا كوبا، أو ظهروا في ساحة السياسة العالمية، إنما كان شخصا نقش اسمه على جدران تاريخ ذلك البلد مع فصول من التاريخ السياسي الطويل.


ولد فيديل أليخاندرو كاسترو في الثالث من أغسطس من عام 1926، و أمضى سنوات حياته الأولى تحت رعاية عائلته ذات الأصول الإسبانية و التي عملت في الزراعة ، و هي الفترة التي التحق فيها كاسترو دارسا بالمدرسة الأولية التي أهلته لدخول جامعة هافانا طالبا دارسا للقانون.


تخرج فيديل في جامعة هافانا في عام 1950، ثم امتهن المحاماة، و في ذلك الوقت بدأ يتجه ناحية السياسة، غير أن الانقلاب الذي قاده الجنرال باتيستا أحبط نية كاسترو الترشح لعضوية البرلمان الكوبي.


كان الانقلاب المدعوم من الولايات المتحدة أمرا صادما للكثير من الكوبيين، حيث تعطلت الحياة السياسية و صارت كل خيوط الحياة بيد العسكريين.

على عجل جمع كاسترو زمرة قتالية قادها في هجوم مباغت على ثكنة من ثكنات الجيش ، إلا أن الهجوم أفضى إلى إلقاء القبض عليه.

حكمت المحكمة على فيديل كاسترو بالسجن 15 عاما، إلا أن العسكريين الحاكمين في كوبا أطلقوا سراحه في شهر مايو من عام 1955 مع نفيه إلى المكسيك ، تلك الأرض التي ستشكل بعد وقت قصير نقطة انطلاق لأحداث كبيرة طالت الجزيرة الكوبية بأسرها.

فيديل كاسترو قاد التغيير من المنفى


في المكسيك كان راؤول كاسترو شقيق فيديل و مجموعة من الكوبيين يعدون العدة لإطلاق شرارة الثورة على النظام العسكري في هافانا ، و هي ذات الفترة التي التحق فيها الثائر الأرجنتيني آرنستو جيفارا بالثورة الكوبية.


انتقلت القوة التي يقودها كاسترو سرا إلى من المكسيك إلى كوبا على متن مركب، و كان قوام القوة على المركب الذي تحرك في الثاني من ديسمبر عام 1956 ثمانون رجلا، إلا أن نصف هذا العدد كان قد مات بسبب الهجوم الحكومي الذي وقع لحظة الإنزال من المركب على الشاطئ الكوبي.
انسحب كاسترو و مجموع الرجال الأربعين إلى الجبال، و عمل على قيادة حرب عصابات أرهقت الحكومة و استنزفتها، معتمدا في ذلك على عدد قليل من الرجال خفيفي التسليح.

ذلك الأمر ساعده على شن الهجمات المباغتة و الخاطفة على معسكرات الجيش و الانسحاب السريع من موقع الهجوم، و كان أبرز تلك الهجمات مباغتة ثكنة “الأوفيرو” المشهورة.
بنى كاسترو قاعدة شعبية كبيرة في مناطق الجبال حيث كانت قوته تقدم الخدمات الطبية و التعليمية للفلاحين، الأمر الذي ضمنهم في صف الثورة، إلا أن ذلك لم يمنع المخابرات الأمريكية من محاولة قتله.


استمر الكفاح المسلح ضد حكومة باتيستا، و بانكسار قواتها و حجم التأييد الشعبي استطاع كاسترو أن يضغط بقوة على حكومة الانقلاب مما اضطر رئيسها إلى الهرب من العاصمة هافانا في مطلع يناير من عام 1959، بعد نجاح الاضراب الشامل الذي دعا إليه كاسترو.

فيديل كاسترو
فيديل كاسترو في 1964


دخلت قوات الثورة الكوبية العاصمة هافانا بقيادة آرنستو تشي جيفارا في قوة قوامها 300 ثائر، مؤسسة لعهد جديد في كوبا كان عصيا على الأمريكيين تغييره، بالرغم من دعمهم عملية غزو عرفت بعملية “خليج الخنازير”، و العديد من المحاولات الأخرى.

فيديل كاسترو
فيديل كاسترو في الأمم المتحدة عام 1979


في الثامن عشر من فبراير من عام 2008 استقال فيديل كاسترو من قيادة الجيش، و تولى بعد استقالته شقيقه راؤول كاسترو زمام السلطة في كوبا، و قد كان رفيقه أيضا في مسيرته السياسية و العسكرية الطويلة.

فيديل كاسترو
فيديل كاسترو عام 2003


تفرغ فيديل للعديد من الأعمال و التي كان من بينها سلسلة مقالات بعنوان”تأملات فيديل” بمختلف لغات العالم عن طريق المواقع الإلكترونية التابعة لسفارات كوبا في دول العالم المختلفة.

و في السادس و العشرين من نوفمبر من عام 2016 ظهر راؤول كاسترو على التلفاز قائلا : ” تفي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة التاسعة و النصف”.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.