أسبالتا

البطل التراجيدي هل نحن هو ؟؟

كتبت: رشا المرضي.

البطل التراجيدي

كثيرا ما نقرأ عن الأبطال و قدراتهم و أنهم يدافعون عن الخير و الأرض، و لكن في وسطهم يوجد بطل ليس بطيب و لا شرير يسمى البطل التراجيدي أو البطل المأساوي و هو يجسد الصراع بين الفضيلة و الخطأ و بين الحلم و الواقع
ليس شريرا بالضرورة بل هو إنسان ذو شخصية محورية و مكانة رفيعة و قدرات استثنائية، يقع في مأساة بسبب خطأ فادح  أو خلل في شخصيته يقود إلى سقوطه المحتوم.

اختلفت الاراء حول أصل الكلمة فبعض الكتابات أرجعت أصلها إلى   اليونانية، حيث يشير  إلى طقوس مسرحية دينية كانت تُقام في أثينا القديمة خلال مهرجانات ديونيسوس، حيث كان الماعز يُعتبر رمزا للتضحية و يتم الغناء مع التضحية بالماعز.
و في كتابات أخرى أن ظهورها  ارتبط  في كتابات الفيلسوف الإغريقي أرسطو حيث عرفه  أنه بطل يشمل تغير الأحوال من سيئ إلى جيد ولكن التغير من الجيد إلى السيئ هو الأفضل لأن هذا يؤدي إلى إثارة الشفقة و الخوف داخل المتفرج،
خاصة في كتابه فن الشعر حيث حدد خصائص هذا البطل أن يكون ذا مكانة عالية، و أن يعاني من خلل أخلاقي أو خطأ في التقدير، مما يقوده إلى الهلاك، و يثير في الجمهور مشاعر الشفقة والخوف.

و خلال العصور القديمة ظهر النموذج الكلاسيكي للبطل التراجيدي في المسرح الإغريقي من خلال شخصيات مثل أوديب في مسرحية سوفوكليس و أنتيجون وأجاممنون.
و أخذ شكسبير نصيبه في تعريف مفهوم البطل التراجيدي و نقله إلى المسرح الإنجليزي فأبدع في رسم ملامح شخصيات مثل هاملت و ماكبث و الملك لير و كلها شخصيات نبيلة تنهار بفعل قرارات شخصية مصيرية.

في الأدب العربي يمكن تتبع ملامح البطل التراجيدي في بعض الشخصيات التراثية مثل عنترة بن شداد و قيس بن الملوح  اللذين تصارعا مع مجتمع قاس و قدر مجهول، و انتهى بهما المطاف إلى مأساة رغم نبل قضيتهما.

يمثل البطل التراجيدي  رمزا إنسانيا لأنه يعكس هشاشتنا كبشر و يُجسد الصراع الأزلي بين الإرادة و القدر و قصته لا تنتهي بسقوطه بل تبدأ فينا نحن المتفرجين حين نشعر أن مأساته انعكاس لنا في ضعفنا و ربما حافز لتجاوز أخطائنا.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.