كتبت: رشا المرضي.
المشاركة في البازارات هل حقا تفيد الأعمال التجارية؟
مع التطور في مساحة التواصل الاجتماعي و كثرة المواسم التي ليس لها علاقة بالدين كعيد الفطر و الأضحى و الكريسماس و غيرها في العالم في السنوات الأخيرة أصبحت الساحة التجارية و الاجتماعية مزدهرة بشكل ملحوظ في تنظيم البازارات و المعارض، خصوصا المدعومة من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا النمو يوازيه انتشار لافت للأنشطة الريادية المنزلية و المشاريع الصغيرة بحيث أصبحت ظاهرة اجتماعية و اقتصادية تستحق التوقف عندها.
أكدت دراسات سلوكية حديثة في مجال التسويق الاجتماعي أن قرارات الشراء تتأثر بشكل كبير بتوصيات المؤثرين خاصة أولئك الذين يتمتعون بقاعدة جماهيرية واسعة، و بناء عليها يستغل بعض المشاهير شهرتهم لدعم هذه البازارات سواء بشكل إيجابي يهدف إلى تمكين المشاريع الناشئة أو بشكل تجاري بحت لا يتعدى كونه وسيلة لزيادة التفاعل و المشاهدات و الشهرة.
من خلال هذا الازدحام ينبغي لأصحاب المشاريع أن يتحلوا بالحذر و التفكير العميق قبل الإقبال على المشاركة، لأن الظهور وحده لا يعني النجاح و لا كل فعالية تمتلئ بالزوار تُعد فرصة استثمارية حقيقية، فكم من مشروع أُنهك ماديًا ونفسيًا بعد مشاركات متكررة لم تحقق العائد المرجو،
و عند البحث عن رأي خبراء التسويق و رواد الأعمال فأنهم يطلبون من أصحاب الاعمال الناشئة أن يسألو أنفسهم قبل اتخاذ قرار المشاركة،
ماذا ستضيف الفعالية إلى مشروعك شهرة أو عملاء جدد أو فرص شراكة حقيقية ؟، أم أنها مجر حضور من أجل الظهور؟، و ما هي توقعاتك للمبيعات من خلال وجودك في أي بازار دون مردود مادي أو هدف استراتيجي واضح قد يكون مضيعة للوقت و المال.
تنظر إلى أصحاب المتاجر المشاركة و تُراجع صفحاتهم سواء في انستغرام أو فيس بوك أو تيك توك هل الجمهور المستهدف من الزوار هو فعلاً جمهور منتجك؟
لا يمكن قياس النجاح بعدد الزائرين بل بجودة التفاعل و مدى اهتمامهم الفعلي بما تقدمه.
هل الفعالية مناسبة لطبيعة منتجك ؟
التناسق بين طبيعة السوق و المنتج شرط أساسي لتقديم تجربة تسويقية ناجحة،
لذلك فإن التوجه للمشاركة في البازارات يجب أن يكون بعد دراسة الوضع المالي لك بدل مجاراة الموجة أو التأثر بالإعلانات.
أشار خبراء تطوير العلامات التجارية إلى أن تكرار الظهور في أماكن غير مناسبة قد يؤدي إلى ما يسمى احتراق الصورة الذهنية للمنتج و تراجع قيمته في نظر الجمهور.
لهذا فكر، قرر، ثم شارك بذكاء لأن الفرص الحقيقية لا تتكرر و لكنها لا تصنع بالعشوائية.