تسارعت تطورات الأوضاع في الفاشر غرب السودان، وسط معارك شهدتها أنحاء المدينة ليلة الاثنين.
وطالب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بحماية المدنيين وكشف مصير النازحين والتحقيق في المجازر، مؤكدا أن “سقوط الفاشر لا يعني تركها في يد الجماعات المسلحة”.
وتواصلت خلال ساعات الليل العمليات الحربية بين الدعم السريع من جانب و الجيش السوداني والقوة المشتركة من جانب آخر في محيط مطار المدينة، وعدد من المباني.
القوة المشتركة تنفي
و أعلنت إدارة الإعلام للقوة المشتركة عدم إصدارها أي بيانات بشأن “استشهاد أي من منسوبي القوة”، في إشارة إلى تداول أشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء سقوط منسوبين للقوة.
و شدد بيان للقوة المشتركة على أنه ليس من حق أي جهة إصدار بيانات نعي لأي من منسوبيها حتى “اتضاح الأمور كاملة و الحقائق من مصادرها الرسمية”.
و قال البيان إنه لم يصدر عن القوة المشتركة أي بيان عن الموقف العسكري و تطورات الأوضاع في الفاشر، أو استشهاد أي من منسوبيها، منبها إلى أن أية معلومات تنشر خارج القنوات الرسمية لا تعبر عن القوة المشتركة.
الفاشر في مواقع التواصل الاجتماعي
شهد هاشتاغ الفاشر تداولا واسعا في السودان خلال الساعات ال 48 الماضية، كما تم بث مقاطع مروعة لجرائم وحالات قتل خارج نطاق القانون في المدينة.
وتداول ناشطون على نحو واسع نعيا للمراسلة الحربية آسيا الخليفة التي ظلت تنقل الأحداث بشكل يومي من الفاشر منذ بداية الحرب في السودان، و التي لقيت ربها خلال معارك الفاشر فجر الاثنين.
الأوضاع في الفاشر: تضامن مع الصحفيين
و تضامنت أجسام نقابية ورسمية و صحفيون مع الصحفي معمر إبراهيم الذي ظل يغطي الأحداث خلال الحرب لصالح “الجزيرة”، والذي أوقفته الدعم السريع أثناء خروجه من الفاشر الأحد.
و ظهر الصحفي المعتقل في مقطعين مصورين تحدث فيهما عن هويته الصحفية وموقفه المحايد كصحفي من النزاع.
وأعربت نقابة الصحفيين السودانيين عن قلقها البالغ تجاه توقيف معمر، محملة الدعم السريع كامل المسؤولية عن سلامته، مطالبة بإطلاق سراحه فورا و بلا شروط.
قلق على سلامة الصحفيين بالفاشر
و عبرت النقابة عن قلقها العميق على سلامة الصحفيين الموجودين بالفاشر، مطالبة بتوفير الحماية لهم.
وناشدت النقابة المنظمات العاملة في مجال حماية الصحفيين وحرية الصحافة التدخل لحماية الصحفيين العاملين في مناطق القتال في السودان.
وفي ذات المنحى أصدرت وزارة الثقافة والإعلام والسياحة بيانا أدانت فيه اعتقال الصحفي معمر إبراهيم.
وطالبت الوزارة بإطلاق سراح الصحفي المعتقل لما يمثله اعتقال الصحفيين من انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.
الإعيسر يهاجم مطلقي الإشاعات
وفي خضم تطورات الأوضاع في الفاشر في شمال دارفور قال وزير الثقافة والإعلام والسياحة خالد الإعيسر إن قلة تتأثر بما تنشره ما أسماها ب “الغرف الإلكترونية المدعومة من دول وعصابات التمرد”.
وأضاف الوزير بأن السودان أقوى من أي مؤامرة و لا تكسر عزيمته بأكاذيب تنسج خلف الشاشات و الكي بوردات و مفاتيح التحكم في الهواتف الذكية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.
دعوات لحماية المدنيين
وطالب مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس الدعم السريع بحماية المدنيين بالفاشر، بعد التقارير التي تحدثت عن القتال العنيف في المدينة.
و ذكر المسؤول الأمريكي على منصة “إكس” أنه مع تزايد حركة بحث المدنيين عن الملاذ الآمن في ظل الأوضاع في الفاشر فإنه يتعين على قوات الدعم السريع التحرك فورا لحمايتهم.
وفي بيان صدر الاثنين طالبت لجان مقاومة الفاشر بحماية المدنيين الذين يغادرون المدينة، تبعا لتطورات الأوضاع في الفاشر، مشيرة إلى أنهم يتعرضهم لانتهاكات فظيعة، ويتشردون بلا مأوى.
صعوبات في الوصول
و في سياق تطورات الأوضاع في الفاشر اشتكت شبكة أطباء السودان من صعوبة الوصول إلى المناطق الملتهبة بسبب انعدام الأمن، مؤكدة حدوث عمليات نهب للصيدليات و المرافق الصحية بالمدينة.
وطالبت الشبكة بضرورة تحرك المجتمع الدولي لحماية المدنيين، تفاديا لكارثة إنسانية مروعة.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه منظمة الهجرة الدولية عن نزوح نحو 3000 شخص هربا من محيط الاشتباكات.
وكانت الفاشر التي تعرضت للحصار الطويل من مليشيا الدعم السريع قد شهدت معارك ضارية فجر الأحد، باستخدام المدفعية و المسيرات و الأسلحة الخفيفة والمتوسطة و الثقيلة، وسط حركة نزوح واسعة لأعداد من نحو ربع مليون مدني بالمدينة بحسب التقديرات الأممية.
