على نحو يدعو إلى التأمل و يثير الإعجاب اتخذت العلاقات الشعبية بين السودان و موريتانيا أبعادا أكثر اتساعا في الآونة الأخيرة.
و لا يعتري العلاقات بين شعبي السودان و موريتانيا شيءٌ من غرابة بحكم صلاتهما التاريخية المعروفة، ذات الشواهد المعلومة و التي ظلت على متانتها عبر القرون رغم بعد الشقة.
تضاعف لموريتانيا الحبُّ و التقديرُ في نفوس السودانيين بعد استضافتها لفريقي كرة القدم الكبيرين في السودان و إشراكهما في منافسات الدوري، و إتاحتها لهما ما يعينهما على مواصلة مسيرتهما الرياضية، في ظل كارثة الحرب في السودان.
لا يخطئ المتابع حجم ماكُتِبَ خلال الفترة الماضية من قبل سودانيين كثر عن تقديرهم لما قدمته موريتانيا من حسن ضيافة في ظل ظروف بالغة الحلكة بين سُدفِ ليل الحرب التي اختطفت كل أوجه الحياة في السودان.
المزيد من المشاركات
و تشي مبادرات الموريتانيين و مساندتهما للسودانيين في محنتهم بنقاء قلوب أخوة قدموا ما استطاعوا، و مازالوا يرفعون أعلام السودان على مدرجات ملاعبهم مساندة للفرق السودانية.
فرح الموريتانيون لفرح السودانيين، و حزنوا لحزنهم، و هم في ذلك يضربون مثالا للأخوة الصادقة.
كثيرا ما راهن المثقفون و الرياضيون على أن ما تبنيه الفنون و الرياضة لا يبنيه أي جهد مقصود عداهما، و هي ليست قاعدة بالطبع، غير أن ما أبدته موريتانيا و شعبها تجاه السودانيين يظل عنوانا لقدرة فعل الخير على اجتياز المساحات و ولوج النفوس.
مثلما عبرت موسيقانا و موسيقاهم المسافات الشاسعة بيننا، هاهي مواقفهم الصادقة تعبر بمعانيها المساحات لتؤكد ما ظلت عليه بلادهم و أهلها من طبع مسالم و قلوب تحب الخير للآخرين، و تظهر معادنها و قت الشدائد و المحن.
