السودان .. الهجوم الكبير ينهي الإشكالات في الصالحة و هجمات المسيرات تهدد الخدمات
واصل الجيش السوداني الهجوم الكبير على مواقع الدعم السريع في الصالحة جنوب أم درمان اليوم الثلاثاء بعد أن كان قد كسب مواقع أمس في المنطقة التي تعتبر آخر معاقل الدعم السريع في ولاية الخرطوم.
و كثف الدعم السريع وجوده في الصالحة تحت ضغط تقدم الجيش على المحاور المختلفة بولاية الخرطوم قبل أن يعلن القائد العام للجيش استعادة العاصمة في أواخر مارس الماضي بعد نحو عامين من احتلالها.
و كثف الجيش هجماته على جبهات أخرى قريبة من ولاية الخرطوم حيث سيطر على منطقة العلقة و منطقة الجموعية جنوب صالحة و التي كانت مسرحا لاشتباكات دامية و انتهاكات واسعة في الأشهر الأخيرة.
و يأتي تقدم الجيش الجيش السوداني في جنوب غرب ولاية الخرطوم متزامنا مع تأكيد الناطق الرسمي باسمه العميد الركن نبيل عبد الله على تواصل العمليات العسكرية بجنوب و غرب أم درمان و التي تهدف لاستعادة تلك المناطق من يد الدعم السريع.
الهجوم الكبير يتوقع أن ينهي الإشكالات الأمنية في جنوب أم درمان
يتوقع أن ينهي هجوم الجيش السوداني العديد من الإشكالات الأمنية المتعلقة بسيطرة الدعم السريع على المناطق جنوب أم درمان، خاصة بشأن حالات القتل خارج القانون و التي جرى توثيقها في المنطقة، و الإشكالات الإنسانية المتعلقة بوصول الغذاء و الدواء إلى مناطق ظلت معزولة لفترة طويلة، مع غياب مؤسسات الدولة الخدمية و التي تسبب عدم وجودها في غياب الأمن و تردي البيئة و انعدام الخدمات الصحية و التعليمية.
هجمات بالمسيرات على مواقع بأم درمان
و استمرت هجمات الطائرات المسيرة على مواقع مختلفة في السودان، حيث سمع الأحد دوي المضادات التابعة للجيش السوداني في بورتسودان و هي تتصدى للطائرات المغيرة، فيما لم يتم تسجيل أية حوادث مرتبطة بالهجوم.

و تعرض موقع في مدينة الثورة التابعة لمحلية كرري صباح الاثنين للهجوم الجوي و تصاعدت منه أعمدة الدخان الكثيفة في أحدث الهجمات على المدينة.
و تعيش الخرطوم بمدنها الثلاث حالة الإظلام التام بعد هجوم متزامن نفذته الأسبوع الماضي مسيرة إستراتيجية على ثلاثة من محطات الكهرباء الرئيسة، مما تسبب في خروجها من الخدمة و اندلاع حرائق تمكنت سلطات الدفاع المدني من إخمادها.
تأثر الخدمات بأم درمان بسبب انقطاع التيار الكهربائي
و في الوقت الذي أكدت فيه الأمم المتحدة عن طريق الخبير رادهوان نويسيه أن هجمات الطائرات المسيرة المتكررة تقوض حقوق الإنسان الأساسية تبذل السلطات المحلية في الخرطوم جهودا مكثفة لاستعادة التيار الكهربائي الذي تعتمد عليه المستشفيات و الصيدليات و محطات المياه.

و تزامنا مع محاولات إعادة التيار الكهربائي بذلت سلطات ولاية الخرطوم جهودا ترمي إلى توفير الوقود للمحطات الخدمية بجانب جهود أخرى لتوفير الطاقة البديلة، لضمان استمرار إجراء الجراحات و الخدمات الطبية و الإمداد المائي.
أزمة في الشمالية بسبب انقطاع التيار الكهربائي
و استعرضت تقارير صحفية مخاوف المزارعين في الولاية الشمالية من فشل الموسم الزراعي الذي يعتمد عليه كثيرا لتوفير الامن الغذائي المحلي جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن الولاية لمدة تعدت الخمسين يوما.
و يعتمد غالب المزارعين في الشمالية على الكهرباء لتشغيل مضخات الري و التي توقفت بعد هجمات طالت المرافق الخاصة بالكهرباء في منطقة سد مروي الذي يعتمد عليه في التوليد الكهربائي.
و يشكل الري بالطلمبات العمود الفقري للزراعة بالولاية التي تعتمد على مياه النيل و الآبار الجوفية المنتشرة في الأراضي البعيدة عن مجرى النهر.
و أعلن والي الولاية الشمالية اللواء الركن متقاعد عبد الرحمن عبد الحميد مؤخرا عن حصوله على تعهدات من ضمنها استعادة التيار خلال مشاركته في مؤتمر ضم ولاة الولايات تم تنظيمه في العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان.
و في ذات المؤتمر الذي عقد في الأسبوع الأول من مايو الحالي قدمت وزارات من بينها وزارة الطاقة تطمينات بتحسين الأوضاع بالنسبة للمواطنين، الذين تأثروا بشكل بالغ بانقطاع الكهرباء أو ضعف الإمداد نتيجة ظروف مختلفة.