بعد وصول غبار البركان الإثيوبي اليمن: ما حجم تهديده لدول الجوار؟

لم تمر سوى 24 ساعة على ثوران بركان “هايلي جوبي” في الشمال الإثيوبي حتى سافرت الغازات والمواد التي أطلقها شرقا بحسب ما رصدته هيئة الأرصاد العمانية وأعلنت عنه صباح الاثنين، وأُعلن عن وصول غبار البركان الإثيوبي اليمن.

فقد ذكرت الهيئة أن موجة الغبار البركاني رصدت في غرب ووسط اليمن، متوقعة زحف غطاء خفيف من هذه الآثار على محافظتي ظفار والوسطى في سلطنة عمان في الليل أو الفجر.

تقدر المسافة بين منطقة البركان والسواحل اليمنية “ميناء المخا” بنحو 200 كيلو متر، بينما تقدر المسافة بين إقليم عفار موضع البركان الإثيوبي وجنوب اليمن بما بين 150 و 250 كيلومترا.

ما هو حجم تهديد البركان الإثيوبي لدول الجوار؟

البركان الإثيوبي الذي شهد نشاطا صباح الأحد يقع ضمن سلسلة البراكين النشطة في منخفض داناكيل في إقليم عفار في امتداد للصدع الأفريقي العظيم، في منطقة تكتونية نشطة، وتضم براكين متعددة قريبة من دولتي إريتريا وجيبوتي على البحر الأحمر.

البركان الإثيوبي “هايلي جوبي” ليس من البراكين فائقة النشاط، ولكن احتمال ثورانه وارد بنسبة كبيرة لاعتبار أن منطقة وجوده تشهد نشاطا صهاريا تحت السطح، وزلازل متكررة وتاريخا بركانيا ظاهرا للعين.

المسافة بين البركان الإثيوبي المحدد واليمن لا تسمح بوصول الحمم البركانية، لكن الرماد البركاني يمكن أن ينتشر بفعل الرياح غربا وجنوبا في منطقة البحر الأحمر.

أما في جيبوتي التي تبعد عن موضع البركان الإثيوبي نحو 80 كيلومتر فقد تتأثر المناطق الريفية بالرماد، وقد تحدث هزات أرضية مرتبطة بالثوران.

ورغم قرب الأراضي الإريترية من موقع البركان إلا أنها تتأثر فقط بالرماد البركاني والاهتزازات الخفيفة، ولا يوجد احتمال لتأثر السودان البعيد جغرافيا عن موضع البركان الإثيوبي “هايلي جوبي” حيث لا يتوقع وصول الرماد أو الحمم.

ما هي المواد التي يلفظها البركان؟

تتنوع المواد التي تلفظها البراكين عند ثورتها كما في حالة البركان الإثيوبي، فتشتمل هذه المواد على صهارة الصخور، والغازات، ومواد صلبة مختلفة.

المواد التي يلفظها البركان تسمى Volcanic Products وتضم ثلاثة أقسام محددة هي:

الحمم البركانية:

وتشمل الصخور المصهورة الخارجة من البركان سواء كانت بازلتية أو إنديزيتية، أو ريوليتية في درجة حرارة تصل إلى 1200 درجة مئوية.

الانبعاثات الصلبة:

وكما نقلت صور البركان الإثيوبي الأحد فالبراكين تطلق موادا صلبة في الهواء مثل الرماد البركاني (أقل من 2 مم) والذي ينتشر مع الرياح على مدى آلاف الكيلومترات، وهناك اللابيلي بحجم الحصى، والقنابل البركانية وهي كتل كبيرة أكبر من 64 مم.

هذه المواد يمكن أن تشكل مخاطر مثل الانهيارات الطينية، والسحب الحارقة، ولهذا تسارع السلطات لاتخاذ تدابير كما حدث في ثورة البركان الإثيوبي في يناير 2025.

الغازات البركانية:

أخطر مكونات الثورات البركانية هي الغازات التي تسبق الانفجار، وتستخدم للتنبؤ بقربه، منها ثاني أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت الذي يسبب الأمطار الحمضية، والغاز السام المعروف بكبريتيد الهيدروجين، وغازات أخرى مثل الكلور والنيتروجين، والهيليوم، والفلور، والميثان.

يجب أن يشار إلى أن الغلاف الغازي الساخن حول فوهة البركان قد يتجاوز في حرارته 1000 مئوية في بعض الثورات البركانية القوية.