أسبالتا

في حب ود مدني و أهل الجزيرة

كتبت: رشا المرضي.

فرحة عارمة سادت الشارع السوداني و ملأت نفوس السودانيين في مهاجرهم المختلفة منذ إعلان استعادة الجيش السوداني لمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة الخضراء.

عانى أهلها النزوح بمراراته، و لجأ بعضهم إلى دول أخرى فرارا من الانتهاكات التي مورست في المدينة، متخلين عن كل ممتلكاتهم و سبل كسب عيشهم للنجاة بأرواحهم.

ظلت ود مدني رمزا للجمال و منبعا للفن و عنوانا للترحاب و طيبة إنسان السودان، و أصالة معدن إنسان الجزيرة.

لم أصوغ الغزل في ساحرة الجزيرة و أنا من أهلها، و لكني أحببتها قبل أن أراها، من خلال قصص معارفي و الأصدقاء من أبناء المدينة و الصور التي تنقل عنها و الأغاني التي ولدت فيها و تلك التي تصورها.

كم آنسني صوت النجم الباقي بفنه و إبداعاته محمود عبد العزيز
أرجع لليالي والأمل البنيتو ..
ما ممكن أصدق لحظة تكون نسيتو..

و القلب البريدك دون أسباب جفيتو..

والقلب البريدك لي أمرك بيخضع..

زاد الشوق علينا اريت يا غالي تسمع..

ترحم حال قلوبنا وعشان خاطرنا ترجع..


من الأغاني الجميلة للفنان عبد العظيم حركة تغنى بها الراحل في إحدى الحفلات الخاصة بمدينة ود مدني، حيث تجلى الإبداع على طريقة محمود الخاصة، و سرى خلال تلك الليلة الحسناء عبر السنوات لنستمع إليه اليوم بذات الشباب و الرونق.

عندما سقطت ود مدني جريحة في حرب السودان سقطت معها قلوب عرفتها و عشقتها، ولكن عندما استعادها جيشنا رُدَّتِ الروحُ إلى أجساد عذبها هول ما يحدث في بلادنا العزيزة.

مدني الجمال و القلب النابض للسودان، ها نحن نرى أهلها يتسابقون في العودة إليها و إعادة إحيائها من جديد لترى النور وهي في أمن و أمان.

كم استمعت للحكايات من صديقاتي عن ود مدني، و صلة الوصل و الوريد الذي يمد المدن من شمالها و جنوبها وشرقها وغربها و المركز التجاري الذي يربط بين كل ولايات السودان.

استمعت لحكايات عن حي المدنيين، و القسم الأول، الحي السوداني، حي المنيرة، حي الزمالك، حي الهوارة، حي المطار، الملكية، الدباغة، جزيرة الفيل، ود أزرق، بانت، حنتوب ، جبرونا، المزاد، دردق، شندي فوق، البحوث الزراعية، الأندلس (النشيشيبه سابقا) و ما أدراك عن جامعة الجزيرة، والدرجة، الصفا، ود كنان، العشير، الثورة، البستان.

و عن حدائقها والمنتجعات فيها؛ الكاسح و منتزه الجزيرة وحديقة أم بارونة السياحية والمنتزهات والمرافق السياحية المنتشرة على طول كورنيش النيل ودور السينما “سينما الخواجة ليكوس” العريقة، و محمد السني دفع الله، و عبد العزيز المبارك، و محمد مسكين، و ود الأمين، و دكتور قسم السيد، و علي السقيد، و جمال عبد الرحيم.

سأزورها في يوم ما واستمع للمرويِّ من قصص كل شارع فيها، و أشاهد معالمها البارزة و هي تولد من جديد، بوجه يحمل مع جماله ملامح الصمود و تحدي عاديات الزمان.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.