الرياضة
أخر الأخبار

الضغط النفسي في كرة القدم

أثر الضغط النفسي في كرة القدم الوجه الخفي للمباراة

أثر الضغط النفسي في كرة القدم
  • أثر الضغط النفسي في كرة القدم على اللاعبين و الجمهور و الأجهزة الفنية

بقلم: أبي عادل القاسم.

أثر الضغط النفسي في كرة القدم يتطلب فهما عميقا و استثمارا واعيا.

في كرة القدم، أو ما يُسمّى بـ”لعبة الشعوب”، يتقاطع الجهد البدني بالاستعداد النفسي بصورة لا يمكن فصلها.

اللاعبون يدخلون إلى المستطيل الأخضر محمّلين بآمال جماهيرية، و ضغوط إعلامية، و توقعات شخصية، تجعل المباراة أكثر من مجرد صراع على الكرة، بل مواجهة نفسية مع الذات قبل الخصم.

من هنا يصبح الضغط النفسي عنصراً أساسياً في تفسير الأداء الرياضي، و الفوز و الخسارة ليسا مجرد نتائج على لوحة التسجيل، بل تجارب نفسية عميقة تحتاج إلى إدارة متوازنة.

الضغط النفسي في كرة القدم الوجه الخفي للمباراة

كل لاعب محترف يعلم أن المهارة وحدها لا تكفي، قد يسيطر الفريق على مجريات المباراة و يهدر الفرص لكن القلق و التوتر يسرقان منه اللمسة الأخيرة.

في المقابل، قد يحسم لاعب آخر النتيجة بلقطة واحدة لأنه يمتلك القدرة على ضبط انفعالاته.

أثر الضغط النفسي في كرة القدم
الفرحة بالفوز في كرة القدم يعقبها التفكير في الحفاظ على المستوى

الضغط النفسي في الرياضة يتجلى في صور متعددة:

رهبة الجمهور:

الآلاف الذين يملؤون المدرجات بأصواتهم يضاعفون المسؤولية و يزيدون من الضغط النفسي في كرة القدم و يجعلون الخطأ الفردي أشبه بوصمة.

الرقابة الذاتية المفرطة:

اللاعب الذي ينشغل بالخوف من الخطأ يفقد تلقائيته و يتحول أداؤه إلى حركات مشدودة.

ضغوط المدربين و الإدارة:

التهديد بالاستبعاد أو فقدان عقد احترافي يجعل العقل منشغلاً بالمستقبل أكثر من اللحظة الراهنة.

الفوز: نشوة مؤقتة أم اختبار جديد؟

الفوز في كرة القدم لحظة انفجار عاطفي اللاعبون يركضون، يقفزون، يحتضنون بعضهم بعضاً و كأنهم في قمة السعادة، لكن علم النفس الرياضي يؤكد أن هذه النشوة قصيرة العمر، فبعد صافرة النهاية تبدأ الأسئلة:

كيف نحافظ على هذا الأداء؟، هل يمكن تكراره؟، هل يتسبب الغرور في التراجع لاحقاً؟.

أثر الضغط النفسي في كرة القدم
التعامل مع الهزيمة ينبغي أن يكون بوعي

التعامل السليم مع الفوز يتطلب:

التواضع أمام النتيجة:

إدراك أن الفوز لا يعني الكمال و أن هناك نقاط ضعف يجب تطويرها.

الاستفادة من الطاقة الإيجابية:

تحويل فرحة الانتصار إلى دافع للتدريب أكثر.

تجنب فخ الاسترخاء:

كثير من الفرق تنهار بعد سلسلة انتصارات لأنها استسلمت لشعور الأمان الوهمي، الفوز ليس نهاية المطاف بل بداية ضغط جديد للحفاظ على الصدارة.

الخسارة: صدمة تحتاج إلى إعادة تأطير

الخسارة من الجانب النفسي، قد تكون أكثر تأثيراً من الفوز، فهي تجرح الكبرياء و تفتح باب النقد الجماهيري و الإعلامي، هناك بعض اللاعبين ينهارون بعد خسارة قاسية و يجدون صعوبة في العودة إلى مستواهم، بينما آخرون يجعلون من الهزيمة و قوداً للتطور.

من الناحية النفسية، التعامل مع الخسارة يحتاج إلى:

إعادة التفسير:

النظر إليها كفرصة للتعلم لا ككارثة.

التفريق بين الذات و النتيجة:

اللاعب ليس فاشلاً لأنه خسر مباراة، بل إن النتيجة تخص الموقف لا الشخصية.

الدعم الجماعي:

الفريق الذي يتكاتف في الهزيمة يبني روحاً أقوى من الفريق الذي يتبادل الاتهامات.

معركة داخلية : العقل تحت الضغط

علم النفس الرياضي يوضح أن أثر الضغط النفسي في كرة القدم ينشط منطقة “الأميغدالا” أو اللوزة في الدماغ و هي المسؤولة عن الخوف، ما يجعل اللاعب في حالة توتر عالية.

إذا لم يتم ضبط هذا القلق عبر التركيز الذهني و تقنيات التنفس فإنه يتحول إلى ارتباك عضلي و فقدان للسيطرة

لذلك نرى أحياناً نجوماً عالميين يضيعون ركلات جزاء سهلة لأن عقولهم كانت مثقلة بأثر الضغط النفسي في كرة القدم أكثر من قدرتهم على التركيز.

أدوات لمواجهة الضغط داخل المستطيل الأخضر

التصور الذهني:

تدريب اللاعب على تخيل المواقف الصعبة قبل حدوثها يمنحه شعوراً بالتحكم عندما يواجهها فعلاً.

التنفس العميق:

تقنية بسيطة لكنها فعّالة في تهدئة الجهاز العصبي قبل وأثناء المباريات.

الروتين النفسي:

بعض اللاعبين يعتمدون على طقوس معينة (مثل وضعية اليدين، كلمات تشجيعية) كوسيلة لاستعادة التركيز.

الدعم النفسي من المدرب:

الكلمة الإيجابية قد ترفع ثقة اللاعب، بينما الصراخ أو الانتقاد العنيف قد يضاعف الضغط.

الجمهور و الإعلام:

السيف ذو الحدين ، لا يمكن إغفال دور الجمهور و الإعلام في صياغة المناخ النفسي للاعبين. في لحظة، يمكن أن يكون الجمهور “اللاعب رقم 12” بدعمه الهائل، و في لحظة أخرى يصبح عبئاً حين يتحول إلى مصدر صافرات الاستهجان.

أما الإعلام فقد يضخم الانتصارات و الهزائم على حد سواء فيزيد من شدة التوتر.

و لهذا يتطلب الأمر إعداداً نفسياً خاصاً، بحيث يتعلم اللاعب ألا يجعل صورته الإعلامية أو هتافات المدرج تتحكم في ثقته بنفسه.

الدروس الإنسانية من الفوز والخسارة

كرة القدم في جوهرها انعكاس للحياة:

• الفوز يشبه النجاحات الصغيرة التي نحتفل بها، لكنه لا يضمن استمرار المسيرة دون جهد.

• الخسارة تشبه العثرات التي تعلمنا الصبر وإعادة المحاولة.

• و الضغط النفسي هو الامتحان الحقيقي للقدرة على الصمود، ليس فقط داخل المستطيل الأخضر، بل في كل جوانب الحياة.

خاتمة

إن أثر الضغط النفسي في كرة القدم حقيقة لا يمكن تجاهلها داخل المستطيل الأخضر يتحدد مصير المباراة ليس فقط بالأقدام بل بالعقول و القلوب الفوز و الخسارة محطتان متكررتان، لكن التعامل معهما هو ما يميز البطل عن غيره، فالرياضي الذي يتعلم كيف يضبط توتره، و يحوّل الضغط إلى قوة و يستثمر النصر دون أن يغتر و يستفيد من الخسارة دون أن ينهار هو الذي يترك بصمة تتجاوز الملعب إلى ذاكرة الجماهير و التاريخ.

بقلم 🖋

أبي عادل القاسم الجاك.

اختصاصي ومعالج نفسي

رقم العيادة الاونلاين واتساب

00249116071235

أسبالتا

شبكة أسبالتا الإخبارية (Aspalta News)، منصتكم الأولى لمتابعة آخر أخبار السودان اليوم على مدار الساعة. نقدم تغطية شاملة وموثوقة للأحداث السياسية، الاقتصادية، الرياضية، والثقافية، بالإضافة إلى تقارير حصرية وتحليلات معمّقة تساعدكم على فهم المشهد السوداني والعالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى