يستخدمها الصحفيون.. أفضل وسائل التحقق من الصور

في مهنة الصحافة يكون التحقق من مصداقية المعلومة هو أول الأسس، غير أن هذه المهمة أصبحت ملحاحة وشديدة الأهمية نظرا لانتشار الهواتف الذكية و وسائل تعديل الصور، خاصة الذكاء الاصطناعي المتقدم جدا في إنشاء وتعديل الصور، تبعا لذلك أصبح من السهل نشر الصور المفبركة، وهنا نطرح دليلا لأفضل وسائل التحقق من الصور.

أفضل وسائل التحقق من الصور: البحث العكسي Reverse Image Search

الباحث عن أفضل وسائل التحقق من الصور عليه أن يبدأ باستخدام البحث العكسي باستخدام المحركات المتخصصة مثل TinEye و Google Image .

يقوم المستخدم بنسخ رابط الصورة التي يريد فحصها أو تحميلها وعمل بحث عكسي لمعرفة إن كانت قد ظهرت سابقا على الإنترنت، و السياق الذي ظهرت فيه.

الكثير من مروجي الشائعات يعتمدون على استغلال إجواء معينة باستخدام مواد مصورة لأحداث جرت في الماضي، ولهذا فإن البحث العكسي يكشف للمستخدم ما إذا كانت الصورة قد اقتطعت من فيلم سينمائي أو إعلان أو صورة جرى تعديلها من مصادر قديمة.

البيانات الوصفية EXIF / Metadata

هناك العديد من الأدوات التي تعرض البيانات الوصفية للصورة مثل تاريخ الالتقاط ونوع الكاميرا وإعدادات العدسة، ولكن علينا أن نضع في الحسبان أن هذه الإعدادات يمكن حذفها أو تعديلها عند تحميل الصورة، لذا يمكن اعتبار الميتا داتا عنصرا داعما للتحري وليس دليلا أساسيا على التزييف من عدمه.

فحص التعديل البصري للصور

في عمليات التعديل التقليدي للصور لا بد من وجود إخفاقات مهما بلغت المهارة والدقة عند التزييف، وعلى المحقق مراجعة حواف العناصر داخل الصورة و الظلال و الانعكاسات والتناسب بين العناصر و اتجاهات سقوط الضوء على مكونات المشهد، وفحص تكرار نمط معين.

جل هذه الفحوصات سهلة ولا تحتاج كبير عناء وهي مهمة عندما نتحدث عن أفضل وسائل التحقق من الصور المزيفة.

أدوات Error Level Analysis

تعمل أدوات تحليل الخطأ ELA على مقارنة اختلافات ضغط الصورة لتحديد المناطق التي جرى عليها تعديل رقمي، حيث يظهر التحليل المناطق التي تم تعديلها بلون مختلف.

تجب الإشارة هنا إلى أن نتائج تحليل الخطأ لا تكون حاسمة، ولكنها تعد دليلا داعما ولهذا فهي من أفضل وسائل التحقق من الصور.

سياقات الزمان والمكان عند التحقق من الصور

في كل صورة إشارات إلى الزمان والمكان مثل اللافتات وطرازات السيارات وتشكيلات الملابس المرتداة، وموسم النباتات، وحالة الطقس، وإحسان الملاحظة في مثل هذه الأحوال يجدي كثيرا، ولذا تكون ملاحظة سياقات الزمان والمكان من أبرز وسائل التحقق من الصور.

المصدر الناشر والسجل الرقمي

هناك عدة أسئلة للتحقق من الصور المزيفة، مثل هوية المرسل، وموثوقية حسابه، والمصادر الأخرى التي نشرت ذات الصورة.

عندما نراجع سجل ناشري صورة بعينها سنعرف إن كانت الصورة أصيلة أم تم نشرها بداية على حساب مشبوه و من ثم تم تداولها.

أدوات وأتمتة الموثوقية

هي مجموعة أدوات وتقنيات مفتوحة المصدر من أجل التحقق مثل امتدادات المتصفح للتحقق العكسي، وخدمات تحليل الفيديو و الصور و أدوات تحديد إطارات الفيديو.

هل يكتمل التحقق من الصور بفحص واحد؟

الإجابة قطعا لا، بل يفضل دائما إجراء البحث العكسي و الميتاداتا و الفحص البصري و موثوقية المصدر، لإكمال التحقق من الصور.

ومع تعدادنا لأفضل وسائل التحقق من الصور يجب على الصحفي في حالات معينة أن يحدد درجة التأكد من الصورة داخل التقرير المذاع أو المنشور أو المتلفز مثل أن يقول “غير مؤكد” أو “محتمل” مع ذكر مصدر الصورة.

ويتم الحصول على الصورة الصحفية عن طريق إنتاجها من مكان الحدث في زمانه عن طريق الصحفي نفسه، أو المصادر الموثوقة التي يتم الاشتراك فيها، أو مصادر أخرى في حالات محددة، مثل الأحداث العامة الطارئة.

وفي كل الأحوال يتم تفعيل قاعدة التحقق التالية عند اعتزام نشر الصورة الصحفية:

1/ هل تم العثور على الصورة عبر البحث العكسي؟.

2/ هل لدى الصورة EXIF مفيدة؟ و ما الذي تقدمه؟

3/ هل هناك مايدعو إلى الشك في المكون البصري للصورة مثل الانعكاسات والظلال و الضوء؟.

4/ هل يتطابق السياق الزمكاني للصورة مع الحدث؟

5/ هل توجد مصادر مستقلة للصورة؟

6/ تحديد درجة الثقة النهائية.

نشر الصور في السياقات الخبرية ممارسة مهنية صحفية مهمة تفيد المتلقي بزيادة درجة العلم و الموثوقية، ولهذا فإن التعامل مع الصورة الصحفية يجب أن يتسم بالتثبت و الأناة و تفعيل مهارات البحث عن طريق اتباع أفضل وسائل التحقق من الصور.