وصفت جمعية تنظيم الأسرة السودانية النزوح من ولاية الجزيرة بأنه الأكبر منذ اندلاع الحرب في السودان، محذرة في الوقت نفسه من تداعيات النزوح بهذا الحجم على المجتمع السوداني.
و قال بيان صادر من الجمعية : “إن النزوح الواسع فرض ضغوطا هائلة على الموارد و الخدمات الأساسية؛ مما وضع النساء و الفتيات النازحات في ظروف صحية خطيرة”.
و أشارت الجمعية إلى أن تقاريرها تبين ارتفاع حالات العنف القائم على النوع، و يشمل ذلك الاعتداءات الجسدية و الجنسية، مع تزايد حالات الإجهاض و وفيات الأمهات و الحوامل و حديثي الولادة.
و عزت الجمعية في بيانها ارتفاع معدلات وفيات الحوامل و حديثي الولادة إلى ضعف الخدمات الصحية أثناء الحمل، و غياب الرعاية المطلوبة للأطفال حديثي الولادة، و نقص مرافق النظافة في مراكز الإيواء؛ الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية.
و وصفت الجمعية في بيانها الاستجابة الحكومية في ولايتي كسلا والقضارف ب “غير الكافية” بالرغم من الجهود المبذولة، نظرا لحجم النزوح.
و حيت جمعية تنظيم الأسرة السودانية سرعة استجابة صندوق الأمم المتحدة للسكان و تخصيصه لتمويل عاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية التي أفرزها العنف الممارس على المدنيين في ولاية الجزيرة.
و انطلقت مبادرات شعبية واسعة على غرار ما حدث في يوليو في منطقة الفاو التابعة لولاية القضارف من أجل استقبال النازحين من قرى و بدأت شرق الجزيرة و توفير مياه الشرب و الطعام و الإيواء لهم.
هذا و تتحدث التقارير عن أن آلاف المدنيين وصلوا مناطق الفاو و القضارف و كسلا و حلفا الجديدة، ضمن موجة نزوح تسببت فيها انتهاكات جسيمة وقعت في مناطق شرق الجزيرة هذا الأسبوع، خاصة في تمبول و أزرق و السريحة.
و اندلعت الاشتباكات و تبودلت السيطرة على مناطق في شرق الجزيرة بعد انضمام قائد الدعم السريع في ولاية الجزيرة إلى صفوف القوات المسلحة.