السودان يتقدم في أنظمة الإنذار المبكر
تقرير: نزار عبدالله بشير.
السودان مثل بقية دول العالم التي تعاني من تحديات التغيرات المناخية العالمية، ولكن المعاناة تضاعفت على عاتقه إذا أن الحرب التي تشهدها البلاد منذ نحو عامين فاقمت من مخاطر زيادة آثار التغير المناخي في السودان.
بحسب مقابلة سابقة مع مدير الإدارة العامة السودانية للأرصاد الجوية كشفت فيها عن “تعطيل الجهود المناخية في السودان بسبب الحرب” وذلك بعد أن فقدت الهيئة مقرها الرئيس في السودان وبالتالي فقدت الأرصاد الجوية السودانية الكثير من المعينات التي كان يمكن أن تساهم في العمل على تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والحد من تأثيرات التغيرات المناخية العالمية.
آثار التغير المناخي على السودان:
سيولٌ جارفة وفيضانات مدمرة شهدها السودان في الموسم الماضي، حيث تأثرت معظم ولايات السودان بالسيول والفيضانات التي تهدمت على إثرها المنازل و وقوع الكثير من الضحايا المدنيين.
وبحسب دراسة علمية أقيمت في كلية أمبريال الجامعية شارك فيها عدد من المختصين السودانيين، فإن السودان سيشهد (ظواهر مناخية متطرفة) كل ثلاث سنوات، وبحسب مقابلة سابقة مع رئيس وحدة الإنذار المبكر بالهيئة العامة السودانية للأرصاد الجوية د. أبوالقاسم موسى أن “بعض محطات الولاية الشمالية شهدت معدلات هطول أمطار أعلى من المتوسط بضعفين خلال الموسم الماضي.. ” وهو ما يشير بوضوح إلى آثار التغير المناخي التي بدأت تنتظم البلاد.
مكافحة التغير المناخي في السودان:
المزيد من المشاركات
خلُصت الدراسة التي أعدتها كلية إمبريال الجامعية عن الفيضانات الشديدة التي شهدتها أفريقيا في العام 2024 إلى أن هناك ” إحتمال كبير بزيادة شدة تواتر أحداث هطول الأمطار الغزيرة التي أدت إلى الفيضانات..”
وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت في قمة المناخ السابقة التي أقيمت في أذربيجان (باكو) عن التزامها باتفاقية باريس الخاصة بمكافحة التغيرات المناخية؛ حيث قال رئيس مجلس السيادة السوداني في خطابه:
” بادرنا بإعداد خطة وطنية تحتوي على مشروعات التكيف مع المتغيرات المناخية في إطار التنمية..”
فيما قامت الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية بجهود مكثفة لزيادة مستوى الوصول للمجتمعات والأفراد من خلال عدد من الآليات لإيصال المعلومات المناخية ومعلومات الإنذار المبكر من خلال قنوات الواتس آب والموقع الإلكتروني متعدد اللغات ومجموعات الواتس آب وغيرها من الآليات.
تعزيز أنظمة الإنذار المبكر لمقابلة التغير المناخي في السودان:
في آخر تقاريرها قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن السودان استطاع أن يحرز تقدماً في تعزيز أنظمة الإنذار المبكر من خلال ” برتكول التنبيه المشترك والبنية الأساسية العامة الرقمية المحسنة”، وأشارت إلى أن السودان ظل يعمل على ضمان وصول الخدمات المناخية الحيوية والتحذيرات المبكرة للمجتمعات المحلية.
أشارت المنظمة إلى أن السودان قد عزز من أنظمة الإنذار المبكر لديه من خلال إصدار تحذير من الفيضانات خلال الأزمة باستخدام الموقع الإلكتروني، عبر الابتكار الرقمي الذي يعيد تشكيل الخدمات المناخية وهو ما وصفته بأنه: “يدل على القدرة على الصمود والإبتكار وقوة التحول الرقمي في خدمات الطقس والمناخ.. “.
حقق السودان هذا التقدم في تطور أنظمة الإنذار المبكر رغم التحديات التي يعاني منها و رغم الحرب الدائرة في البلاد والتي أفقدت العاملين في الهيئة العامة السودانية للأرصاد الجوية مقرهم الحيوي و زادت من تحديات العمل للمختصين في نشر معلومات المناخ؛ إلا أنهم ابتكروا طرقاً بديلة لإيصال المعلومات للمستفيدين من خلال الشراكات مع أجهزة الإعلام و بث التحذيرات الرقمية بسرعة فائقة عبر التحديثات المستمرة في الموقع الإلكتروني.
