رسالة في بريدهم.. وإلى كل من يقول بأن السودان يشكل أو قد يشكل خطراً.
بقلم حيدر بركة.
أولاً لا أخفي أنني ترددت في الكتابة و الرد على هذا الحديث، لكن ضميري أشار علي أن هذا الصمت لا ينفع حتى لا يظن البعض أن السودان ضعيفاً.
السودان، قلب أفريقيا النابض و إمكانيات تنتظر الانطلاق
لطالما آمنت بأن وطني السودان ليس مجرد بقعة على الخريطة، بل هو قلب أفريقيا النابض و لا يزال رغم الجراحات، يمتلك من المقومات و الإمكانيات ما يؤهله لتسنم مكانة مرموقة إقليمياً و دولياً.
إن الحديث عن أن السودان قد يشكل خطراً على الدول هو حديث مجافٍ للحقيقة، و نابع إما عن جهل بالواقع أو عن أجندات خفية تسعى إلى تشويه صورة هذا البلد.
السودان ليس خطراً، بل هو ضحية للظروف و التحديات التي يواجهها.
إن تأثير الأوضاع في السودان على دول الجوار والقارة الأفريقية أمر لا يمكن إنكاره؛ فالاستقرار في السودان هو استقرار للمنطقة بأسرها، و العكس صحيح، لكن هذا التأثير يجب أن يُنظر إليه من زاوية التعاون و التكامل، لا من زاوية التهديد و الخطر.
السودان يمكن أن يكون شريكاً اقتصادياً مهماً لدول الجوار و القارة الأفريقية، و مساهماً فاعلًا في تحقيق التنمية الإقليمية، إن استعادة السودان لدوره كـ “سلة غذاء العالم” لن يفيد السودان وحده، بل سيساهم في تحقيق الأمن الغذائي للقارة بأكملها.
صحيح أن السنوات الأخيرة حملت معها تحديات كثيرة، و أزمات سياسية و اقتصادية و أمنية ألقت بظلالها على حاضرنا، لكن هذا لا يقلل قيد أنملة من إيماننا الراسخ بمستقبل مشرق ينتظر هذا البلد العظيم.
إن الحديث عن السودان يجب أن يتجاوز الصورة القاتمة التي قد ترسمها بعض التقارير الإعلامية بمساعدة من له أجنده خفية يريد أن يوصلها بأكثر وسيلة انتشاراً وهي الاعلام.
نعم، نعاني من أزمات و سوء إدارة في كثير من المؤسسات لكن هذا لا يشكل خطراً على الدول يا (مريم الصادق المهدي) ، و لكن في قلب هذه المعاناة تكمن قوة كامنة، وإرادة صلبة للتغيير والبناء، إمكانيات السودان الاقتصادية و موقعه الجغرافي المميز الكل يعرف ذلك.
احدثكم عن الجانب الإيجابي الأهم، فهو شعب السودان نفسه، شعب يتمتع بتاريخ عريق من التسامح و التعايش السلمي، و شعب يتميز بالكرم و الأصالة و حب الوطن.
صحيح أن الانقسامات السياسية أثرت على النسيج الاجتماعي، لكن الروح الوطنية لا تزال حية، و التوق إلى الوحدة و الاستقرار يزداد يوماً بعد يوم.
إن مشكلة السودان الحقيقية، تكمن في النخب السياسية التي أدمنت الفشل، و مريم شغلت منصب و زيرة الخارجية في حكومة ما بعد البشير ماذا كانت المحصلة؟ مريم الآن تشارك في ما يسمى “التجهيل السياسي” الذي يهدف إلى تضليل الشعوب و إثارة الكراهية و إبقاء الشعب بعيدا عن المشاركة الفاعلة في صنع القرار بشغله بمواضيع لا أساس لها من الصحة.
هذه الممارسات هي الخطر الحقيقي الذي يهدد السودان، و هي التي تعيق انطلاقته نحو المستقبل.
كان هناك من يطالب الإدارة الأمريكية بفرض مزيد من الضغوطات على السودان في حقبة عمر البشير و بعدها وصلوا المناصب العليا في الدولة.
الآن هناك جيل جديد من الشباب الواعي و المثقف، لا يعرف الاستسلام لليأس.
الذي يرفض هذا الواقع المرير، ويتطلع إلى بناء سودان جديد، سودان قوي ومزدهر، سودان يسوده السلام والعدل والأمان والديمقراطية.
إن التحديات التي تواجه السودان في الوقت الحالي كبيرة، و لكنها ليست مستعصية، بالإرادة الوطنية الصادقة، و بالتعاون الإقليمي و الدولي البناء، يمكن للسودان أن يتجاوز هذه التحديات، و أن يستعيد عافيته، وأن ينطلق نحو مستقبل أفضل.
ختاماً، أقولها بصدق و أمل السودان ليس دولة فاشلة، و لن يكون كذلك، السودان يمتلك كل المقومات التي تؤهله للنهوض و الازدهار، ما نحتاجه هو قيادة رشيدة، و إرادة سياسية حقيقية للتغيير، و مواطن يؤمن بوطنه و يعمل من أجله، وقتها، سيستعيد السودان مكانته اللائقة كقلب أفريقيا النابض، و كشريك فاعل و مؤثر في المجتمع الدولي.
يجب أن نكون صوتاً لمن لا صوت لهم.