دليل المهاجر الجديد يحتوي عددا من النصائح العملية.
يعد السفر و الاستقرار في الولايات المتحدة الأمريكية حلما للكثير من الناس من مواطني الدول المختلفة، غير أن الخطوة نفسها يجب أن يرافقها استعداد نفسي و ثقافي كبير يوازي النقلة التي ستحدث كما و موضوعا.
بلا شك يختلف العيش في أمريكا عنه في أي من البلدان الأخرى، حيث تختلف القوانين الحاكمة، كما تختلف العادات و اللغة و طريقة الحياة، و لهذا فإن القدرة الذاتية على التكيف مع الحياة الجديدة يعتبر المدخل الأول الذي يتوجب على المهاجر الجديد الولوج عبره.
هذه المقالة تقدم جملة من النصائح العملية التي تعين المهاجرين على التكيف و التأقلم على الحياة في أمريكا بشكل سريع و غير معقد.
تعلم اللغة الإنجليزية أول المهام في دليل المهاجر الجديد
لفهم المجتمع الأمريكي لابد من تعلم اللغة الإنجليزية التي تعد المدخل الأول لتلقي المعلومات و الأخبار و التعامل مع الآخرين في هذه البلاد.
معرفة أساسيات اللغة الإنجليزية أمر جيد، بيد أن التحدث بلسان طلق و التعامل مع اللهجة المحلية يساعدان الشخص على العمل و الدراسة و التدريب، كما يساعدانه في أهم الأمور و هو التواصل مع أفراد المجتمع.
لإجادة لغة القوم بإمكان المهاجر الجديد الانضمام إلى دورات اللغة الإنجليزية المجانية في المكتبات أو المراكز الاجتماعية، مما يتيح فرصة جيدة للتعلم و التواصل مع الآخرين بشكل جيد و طبيعي.
بالطبع لا نغفل دور تطبيقات التعلم الفائقة مثل Duolingo و BBC Learning و ما تقدمه من فائدة ملحوظة عن طريق اتباعها استراتيجية المستويات و التعليم التفاعلي.
فهم الثقافة الأمريكية
ثاني النصائح في دليل المهاجر الجديد هو فهم الثقافة الأمريكية و البعد عن المشكلات.
الولايات المتحدة من أكثر دول العالم احتضانا للثقافات، و هذا التعدد الكبير يعتبر نموذجيا في مسائل إدارة التعدد، و مع ذلك فالبلاد يحكمها نمط محدد في التعاطي الاجتماعي.
في الولايات المتحدة يحتفظ الناس بخصوصيتهم الشخصية أو العائلية إلى حد كبير، و هو أمر قد لا يتوفر بذات القدر في مجتمعات أخرى، كما أن الشخص الذي يود الاندماج في المجتمع الأمريكي عليه إدراك قيمة الوقت و الالتزام.
الكثير مما يبدو من الود في مجتمعك الأصلي كمهاجر يمكن أن يكون محرجا و مذموما في مجتمعك الجديد، على شاكلة الأسئلة (كم تكسب من وظيفتك؟) و (كم عمرك؟).
و يمثل الالتزام الصارم بالقانون أحد أهم الأمور التي يجب أن يراعيها المهاجر في الولايات المتحدة، فقد تسبب مخالفات بسيطة مشكلات جمة للشخص في بداية حياته الجديدة.
التعرف على مجمل القوانين المنظمة للحياة من الأمور المهمة التي يجب أن لا يغفلها الشخص، ليس في الولايات المتحدة فقط، و إنما في كل بلاد يحل فيها.
الحياة الاجتماعية للمهاجر
يسبب الانعزال أذى نفسيا بالغا للمهاجر الجديد، و لهذا فإن قهر الوحدة أمر مهم يحدث عندما ينضم المهاجر إلى بقية أفراد المجتمع من خلال المشاركة في نشاطات الجالية التي ينتمي لها، و محاولة إيجاد علاقات متوازنة قوامها المشاركة و الاحترام.
الحصول على وظيفة في أمريكا
الحصول على العمل في الولايات المتحدة يرتهن لعوامل متباينة، و قد لا يحصل المهاجر على وظيفة تناسب خبراته فور وصوله، و الحل لهذه المشكلة يكمن في المرونة.
على المهاجر أن يتقبل فكرة أن يبدأ من جديد و يعمل في أي وظيفة يمكنه الحصول عليها، و من ثم الاستمرار في تطوير الذات و اكتساب الخبرات و معادلة الشهادات التي حصل عليها في السابق.
هذه المرحلة من حياة المهاجر في مجتمعه الجديد عنوانها الصبر و المثابرة و الالتزام، و هي أصعب الخطوات التي يجب أن يمضيها بثبات.
لا ينبغي للمهاجر إضاعة الوقت، فكل ثانية من اليوم يحتاجها لتطوير ذاته و التعرف على المجتمع، و لا بأس في تلقي الدورات العملية المفيدة التي ترفع الكفاءة و تعزز القدرات.
الصحة النفسية للمهاجر الجديد
البعد عن الوطن و الأهل و مراتع الصبا تشبه اقتلاع نبتة من جذورها، و هو أقسى ما يمكن أن يواجهه الإنسان، و لهذا فعلى المهاجر مقارعة الاكتئاب و الإحباط.
يمكن للمهاجر أن يسيطر على حالته النفسية عن طريق تبادل الحديث مع آخرين عبروا بذات المسار و تعرضوا لذات التجارب، و لا غضاضة في التواصل مع المختص النفسي في حالة الشعور المدمر بالقلق.
و يشار دائما إلى أن ممارسة الرياضة و المحافظة على مواعيد النوم على أنهما من الأدوات الفعالة للمحافظة على الصحة النفسية.
حقوق المهاجرين
توفر القوانين الأمريكية حقوقا للمهاجرين و تحرص على المستوى العام على صيانتها، و ما على المهاجر سوى معرفة هذه الحقوق الواردة في قوانين العمال و قوانين الهجرة و الضمان الصحي و التعليم، كما أن هذه البلاد تضم منظمات لحقوق المهاجرين تقدم الدعم القانوني لطالبه.
في الختام
يعاني المهاجرون خاصة في بداية حياتهم في المجتمع الأمريكي، إلا أنهم في الغالب يتغلبون على الصعوبات و يستطيعون تحقيق النجاحات مستعينين بالصبر و الرغبة في التعلم و الانفتاح على المعرفة.
إنهم يودعون حياتهم الأصلية ليكونوا بعضا من مجتمع كبير يحتويهم بكل مافيه و كذا يضم أبنائهم و أجيالا ستأتي.
برغم صعوبة الاختيار و جسامة القرار يظل الأمر ممكنا و مغريا بالنظر إلى واقع الحال.
