أهمية المراحل السنية في التربية البدنية بالنسبة للاعب كرة القدم
المراحل السنية في التربية البدنية تبدأ بالطفولة
- ترتبط الرياضة بقيم التربية والسلوك الرياضي وذلك من مغروسات المراحل السنية
غالب الرياضات يتطلب إعدادا بدنيا وتربويا على خطوات، بحيث يتعذر الوصول إلى الأداء الأفضل دون تمرحل في الإعداد والاداء، وكرة القدم هي إحدى هذه الرياضات، وهنا تبرز أهمية المراحل السنية في التربية البدنية، إذ تتباين الاحتياجات بين الفئات العمرية من حيث القدرات البدنية والحركية والنفسية.
يحتم ذلك إعداد برامج تدريبية تأخذ في الاعتبار هذه الفوارق وصولا لتحقيق النمو السليم والمتكامل للاعب كرة القدم، باعتبار أن التخطيط السليم هو أساس الوصول إلى النتائج العلمية.
المراحل السنية في التربية البدنية تبدأ بالطفولة
ما بين 6 سنوات و12 سنة يتكون الأساس الذي يبنى عليه مستقبل لاعب كرة القدم، وفي هذه المرحلة يكتسب الطفل مهارات حركية أساسية مثل الجري والتوازن والقفز والسيطرة على الكرة والتمرير.
يشير المختصون إلى أهمية وجود التدريبات المرحة والتي تنمي حب الطفل لكرة القدم وتشجعه على اللعب الجماعي والتفاعل الإيجابي، بمعنى آخر يستشعر اللاعب في هذه المرحلة أهمية الفريق وروح الجماعة.
ويتوجب كذلك في هذه المرحلة الابتعاد عن تحديد تخصص في مركز محدد في الملعب لتجنب حرمان الطفل من تكوين قاعدة حركية تساعده لاحقا في تنمية مهاراته الخاصة.
في هذه المرحلة من المراحل السنية في التربية البدنية للاعب كرة القدم يكون الهدف الأهم هو بناء اللياقة العامة، وغرس السلوك الرياضي السليم، فالأمر ليس مجرد ركض خلف الكرة فقط، إنما الرياضة عنوانها السلوك الرياضي الممتاز.

مرحلة المراهقة من 13-18 سنة
في هذه المرحلة المهمة والحساسة من المراحل السنية في التربية البدنية ينمو الجسم بشكل سريع وتزداد الطاقة وتنمو العضلات بشكل جيد، وهي مرحلة تكتسب حساسيتها من التغيرات النفسية والجسدية التي توجب على المدربين مراعاة الفروق الفردية في النمو، والابتعاد عن الأحمال الزائدة التي من من شأنها إحداث الإصابات.
يهتم المدربون في هذه المرحلة بتنمية اللياقة البدنية، خاصة السرعة، والتحمل، والرشاقة، والدقة في اللعب، يضاف إلى ذلك التدريب التكتيكي الذي يساعد المتدرب على فهم ما هو مطلوب منه فعليا داخل الملعب.
التأسيس في هذه المرحلة تبنى عليه لاحقا جوانب ذات قيمة فنية وبدنية عالية تعتبر رصيدا شخصيا للاعب وللنادي الذي ينتمي إليه.
لا ينسى المدربون في هذه المرحلة من المراحل السنية في التربية البدنية أن يعتنوا بالجانب التربوي الذي يبني شخصية اللاعب وانضباطه، وهي أشياء تصاحبة على مدى مسيرته الكروية، وحتى اعتزاله كرة القدم.

مرحلة الشباب من 18-25 سنة
يكتمل النمو الذهني والبدني للاعب في هذه المرحلة، ويتخذ التدريب طابعا احترافيا ويتميز بالبرامج المكثفة التي تهدف إلى تحسين الأداء والوصول به أفضل مستوى، فاللاعب في هذه المرحلة قابل لاكتساب المزيد من المطلوبات الفنية والبدنية.
في هذه المرحلة يتوجب على اللاعب المحافظة على التغذية السليمة والراحة والعلاج الطبيعي، باعتبار أن هذه المرحلة يتم خلالها تحويل الموهبة إلى قوة تنافسية جبارة وخلاقة ومجدية، وهي المرحلة التي يبدأ فيها اللاعب المشاركة في البطولات الكبيرة، سواء كان ذلك مع ناديه أو منتخب بلاده.
مرحلة النضج الكروي
تبدأ مرحلة النضج الكروي بعد سن 25 عاما، وهي المرحلة من المراحل السنية في التربية البدنية التي يعمل خلالها اللاعب على المحافظة على ما وصل إليه من مستوى فني وبدني.
ويكون اللاعب في هذه المرحلة مفيدا فنيا بخبرته الجيدة في الملعب ، وقدرته على التواجد الفعال وسط زملائه اللاعبين خلال المباريات الكبيرة والمهمة.
في هذه المرحلة تقل القدرات البدنية بشكل تدريجي، ولهذا يجب إجراء تعديلات في التدريبات لتناسب الحالة، حيث يركز الجهاز الفني على الاستشفاء والتوازن العضلي والمرونة والخبرة التي اكتسبها كلاعب ناضج.
ختاما
يظن الكثيرون أن أهمية المراحل السنية في التربية البدنية للاعب كرة القدم هي فقط مقصورة على تحسين الأداء البدني، ولكنها في الواقع تشمل كذلك التطوير النفسي والاجتماعي والذهني.
علينا أن نتذكر دائما ونحن نرى مواهب أطفالنا المبكرة أن التدرج الطبيعي والمنطقي في الإعداد يتيح لناء بناء لاعب متكامل قادر على الاستمرار في المنافسة بمستوى عال.
لهذا كله ندرج أطفالنا في كشوفات المدارس السنية المحترفة لأنها تتميز بالفهم العميق لهذه المراحل السنية في التربية البدنية، وذلك هو سر الوصول إلى جيل من اللاعبين المحترفين الذين يتميزون بالمهارة والذكاء والانضباط والخلق الرياضي الرفيع.