السحر في الملاعب الأفريقية.. اللعبة الخفية ما وراء المنطق
السحر في الملاعب الأفريقية ثقافة تتجاوز حدود الرياضة
- ما هو موقف الاتحادات الرياضية من السحر في الملاعب
لم تمر تصريحات المدير الفني لمنتخب نيجيريا “إيريك شيلي” بشأن اتهامه لاعبي الكونغو بممارسة السحر أثناء تنفيذ ترجيحيات فوزهم الأحد الماضي قبل أن تتناولها الصحافة في صدارة العناوين، فعلى الرغم من تطور كرة القدم في أفريقيا ما زالت اتهامات السحر في الملاعب الأفريقية حاضرة بقوة.
تظهر مثل هذه الاتهامات في المعتاد عندما يقدم فريق ما أو منتخب أداءا غير مألوف، أو نتيجة مفاجئة، بالرغم من أن كرة القدم صناعة مرتبطة بأسباب الإعداد الجيد، وخامات اللاعبين الممتازة، ومدى كفاءة الموسسات الرياضية والمنشآت التي تخدم الرياضة.
الرواسب الثقافية والمعتقدات الشعبية المرتبطة بالسحر ما زالت تتوطن وجدان الجماهير، وتظهر بقوة في أوقات مثل لحظة تفوق الكونغو على نيجيريا في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم.

السحر في الملاعب الأفريقية ثقافة تتجاوز حدود الرياضة
الحديث عن السحر في الملاعب الأفريقية يعد في كثير من الدول امتدادا لموروث اجتماعي يرتبط بالمواقف والمناسبات، وعندما تحتشد الجماهير لمتابعة فريقها في مباراة حاسمة ومهمة تعتبر أي تصرف غامض مثل رش الماء على الأرض أو ظهور قط أسود قرب المرمى سحرا يهدف للتأثير على النتيجة.
الحديث عن السحر في أفريقيا جزء من الجدال الرياضي اليومي في صورة توضح مدى اختلاط الموروث الثقافي بهذه اللعبة العالمية، حيث تبرر الجماهير أحداث المباراة وأداء اللاعبين بما تعتبره تأثير السحر.
حوادث أثارت الجدل
لا يعد الحديث عن السحر في الملاعب الأفريقية ضربا من الابحار في الخيال الشعبي، فقد ذكر الاتحاد الأفريقي في بيان عام 2008 أنه “لا يرغب في رؤية السحرة على أرض الملعب”.
وفي ذات العام نقلت الفضائيات مشاهد لجماهير غانية تحمل سوائل وأوراق لطرد الشياطين في مباراة منتخبهم ضد غينيا.
تصريحات مدرب نيجيريا لم تكن الأولى بشأن السحر في الملاعب الأفريقية، فقد سبقه في ذات المنحى مدرب منتخب زيمبابوي زدرافكو الذي اتهم الكاميرونيين باستخدام السحر في افتتاحية البطولة الأفريقية عام 2008.
حديث المدربين عادة ما يثير الجدل بعد اتهام الفرق الأخرى باللجوء إلى أساليب غريبة خلال المباريات أو ركلات الترجيح، لتضع من جديد قضية السحر في الملاعب الأفريقية في صدارة النقاشات.

الطقوس الغريبة تثير الريبة بين المتنافسين
الكثير من المنافسات التي تشاهد في الملاعب الأفريقية تفسر غالبا على أنها سحر، ومنها رش مسحوق ما أمام المرمى، و وضع أشياء صغيرة في الشباك!، أو القيام بحركات غريبة قبل الركلات الحاسمة.
بالرغم من أن الكثير من هذه الأشياء والوقائع ما هي إلا أمور نفسية، أو عبادات شخصية إلا أن بروزها في الظروف الحاسمة أثناء المباريات يجعها قابلة للتفسير على أنها ممارسة سحرية.
من ساحات اللعب إلى ساحات القضاء
النقاشات حول السحر في الملاعب الأفريقية لا ينساها المشجعون داخل الملعب، فهي تصاحبهم خارجه حتى بعد مرور أوقات طويلة على انتهاء المباراة أو حتى حسم البطولة.
في الواقع أن بعض الدول يشهد قضايا اجتماعية مرتبطة بالسحر يتم تداولها في ساحات القضاء!، وذلك يؤثر بالطبع على كرة القدم، حيث تكون اتهامات السحر أمرا قد يثير التوتر أو شغب الملاعب ما لم يتم التعامل معه بالشكل المطلوب.
الاتحادات الرياضية والسحر في الملاعب
بالرغم من عدم اعتراف الاتحادات الرياضية في أفريقيا بوجود السحر في الملاعب الأفريقية إلا أنها تعمل على ضبط السلوك العام وإيقاف كل ما من شأنه أن يذيب متعة الجماهير باللعبة، أو يثير الشغب وفوضى الملاعب التي تكون غالبا بحجم كارثة تودي بحياة الكثيرين.
تعمل الاتحادات الرياضية في أفريقيا على الحفاظ على البيئة التنافسية العادلة، والابتعاد عن كل ما يخل بسير المباريات داخل الملاعب.
ظاهرة مستمرة رغم التطور
نعم، لا تعترف الاتحادات بالسحر في الملاعب الأفريقية، لكنها في الغالب لا تستطيع تجاهل الظاهرة لأن الكثير من المشجعين وحتى الرياضيين يؤمنون بها، بل ويمارسها البعض.
الذي يقوي هذه الظاهرة ويعزز من وجودها هو اتصالها بالمورث الشعبي في عدد من البلدان، على الرغم من تطور مفهوم صناعة كرة القدم في أفريقيا وفي كل بقاع العالم، وقناعة الكثيرين بأنها علم يرتبط بأسباب الإعداد الجيد.
استمرار توارد وترديد اتهامات السحر في الملاعب الأفريقية يشير إلى أن كرة القدم في القارة ليست مجرد مباراة، إنما هي قصة كاملة تعتمل فيها الموروثات الشعبية والثقافة المحلية بالدراما وانفعالات الجماهير.