السودانيون يقاومون ظروف الحرب بقيم التراحم
تقرير: إكرام مجتبى حيدر.
يحاول السودانيون تذليل صعاب نواتج الحرب و إفرازاتها، مسخرين ما يتمتعون به من صفات و قيم على رأسها الإيثار و التراحم.
في مركز امتحانات الشهادة السودانية بمدرسة مهاجر بالواحة في محلية كرري بأمدرمان تواجدت منظمات عنوانها الشباب و حرارة الدماء لتقديم وجبة للطلاب الممتحنين و خدمات أخرى، علها تسهم في تيسير ظروف استثنائية تحيط بالسودانيين على وجه العموم و الطلاب الجالسين للامتحانات على وجه خاص.
تقول نون عوض و هي تشغل منصب الأمين العام لمنظمة “شباب مبادرون” إن المنظمة حديثة النشأة تعمل مع مطبخ كرري وسط.
تحدثت نون عن تدخل المنظمة في مركز الحارة 41 مستعينة بتبرعات قليلة من خيرين، إلا أن أعضاء المنظمة ساهموا بشكل واضح و فعال في سد النقص الناتج عن قلة الموارد، مضيفة بأن مجهوداتهم الذاتية مكنتهم من تغطية 3 أيام بالمركز.
تفصل نون بأن اليوم الأول من التغطية تضمن تقديم الخدمة إلى 100 طالب، و إلى 140 طالبا في الثاني من أيام التغطية، و تمت تغطية 120 طالبا اليوم الخميس بالخدمة، و توجه أعضاء المنظمة بالفائض إلى مركز مهاجر حيث يجلس طلاب آخرون للامتحانات.
نون عبرت عن ارتياحها لما قدمه الخيرون، موجهة الرسالة لمن يريدون تقديم الدعم بأن يتوجهوا به لمنظمة “شباب مبادرون” باعتبارها جديدة النشأة.
التراحم هو العنوان الأبرز لعمل المنظمات
المزيد من المشاركات
غير بعيد تواجد متطوعون من منظمة “الوحدة التطوعية”، إحدى المنظمات التي درجت على تقديم وجبات للطلاب في مراكز الامتحانات في محلية كرري.
يقول أحمد موسى الأمين المالي للمنظمة، إنها تطورت من مبادرة نشطت في أغسطس من عام 2023، ونجحت في أول أعمالها و هو افتتاح غرفة للطوارئ لمواجهة حالات الإصابات و صعوبة وصول الحالات إلى المستشفى.
أحمد يصف عمل الغرفة بأنه ساهم في التعامل مع الحالات الباردة و علاج الجروح “الغيار” و إعطاء المحاليل الوردية و الحقن، و هي خدمات حاسمة في أوقات كثيرة من فترة الحرب بسبب صعوب الوصول للمستشفى.
يستعرض أحمد نشاط المنظمة التالي و يشير إلى أنها نفذت دورات تدريبية مهمة هدفت إلى توفير مسعف في كل بيت و كل شارع، حتى يكون قريبا من حالات الإصابة التي يتوقع حدوثها في ظروف الحرب.
عملت المنظمة -وفق أحمد- على الاهتمام بالأطفال و صحتهم النفسية و محاولة تعويضهم بعضا من نقص التعليم الذي حدث بسبب الحرب.
يضيف أحمد بأنهم يتواجدون بالمركز ممثلين للمنظمة من أجل تقديم 160 وجبة دعما لطلاب الشهادة السودانية تم توزيعها في مدارس مهاجر بشارع الوادي.
“الجود بالموجود” مسكوكة سودانية باهرة المعاني، تبينت أصالتها، فكانت موجودة برغم حرب أخذت الكثير.
