بقلم: رشا المرضي.
يعاني العديد من أصحاب المشاريع عندما يجدون أنفسهم في مفترق طرق عند اتخاذ القرارات المالية، لا سيما تلك المتعلقة بالتسويق.
قد يتردد البعض في تخصيص ميزانية واضحة لبناء خطة تسويقية محكمة، بينما نجد آخرين لا يمانعون في إنفاق آلاف المبالغ على إعلان لمؤثر يتابعونه أو يعجبون بمحتواه،
هذه المفارقات تكشف عن تحديات جوهرية في عالم الأعمال التي أصبحت تعاني من التمييز بين الصرف العاطفي والصرف الاستراتيجي وكيف يؤثر كل منهما على مسار المشروع و نجاحه.
إذا نظرنا إلى الصرف العاطفي نجد أنه فخ يهدد الأعمال، و هو يؤدي إلى الإنفاق الذي تحركه المشاعر الشخصية و الإعجاب أو العلاقات دون وجود تحليل منطقي أو أهداف واضحة.
ذلك أشبه بقرار شراء مدفوع بالرغبة اللحظية لا الحاجة الفعلية، فعندما يدفع صاحب مشروع مبلغا كبيرا لأحد المؤثرين لمجرد إعجابه به، أو يشتري أدواتٍ تسويقيةً غير ضرورية، أو يطلق حملات إعلانية عشوائية دون دراسة مسبقة، فإنه يقع في فخ الصرف العاطفي و هذا النوع من الإنفاق يؤدي غالبًا إلى إهدار الموارد، و عدم تحقيق الأهداف المرجوة، بل قد يقود إلى حكم خاطئ على فعالية التسويق ككل.
مع الوقت تظهر المشكلة الحقيقية، و لا تكون مرتبطة بالإنفاق بحد ذاته، بل بأن هذا الإنفاق يتم بعاطفة لا بعقل تجاري رشيد.
أما الصرف الاستراتيجي فيركز على النجاح العملي، حيث أنه النقيض للصرف العاطفي،
يأتي الصرف الاستراتيجي متمثل على الركيزة الأساسية للنجاح في عالم الأعمال و أن الإنفاق المخطط له بعناية مبنيٌّ على أهداف واضحة و تحليل دقيق للبيانات، و فهم عميق للسوق والجمهور المستهدف.
المزيد من المشاركات
استراتيجية التسويق
التسويق الحقيقي ليس مجرد إعلان عابر بل هو استراتيجية متكاملة تتضمن محتوى ذكي، و فهم دقيق للجمهور و حساب لكل خطوة.
يتطلب الأمر وضع أهداف تسويقية قابلة للقياس، و تحليل مستمر للبيانات لتحديد القنوات الأكثر فعالية، و تخصيص الميزانية بناء على العائد المتوقع.
إن أردنا التحول من الصرف العاطفي إلى الاستراتيجي فهذا يعني بناء خطة تسويقية محكمة و الاستثمار في الأدوات والخبرات التي تضمن تحقيق أقصى عائد على الاستثمار بعيداعن التأثيرات الشخصية أو اللحظية.
إن التمييز بين الصرف العاطفي و الاستراتيجي ليس مجرد تفصيل مالي، بل هو بوصلة توجه أصحاب المشاريع نحو النجاح أو الفشل، فبينما قد يبدو الإنفاق العاطفي مغريا في البداية إلا أنه غالبا ما يقود إلى نتائج مخيبة للآمال،
أما الاستثمار في التسويق الاستراتيجي و المبني على التخطيط و التحليل و البيانات فهو الطريق الأمثل لتحقيق النمو المستدام و بناء علامة تجارية قوية و مؤثرة.
التسويق الحقيقي ليس مجرد إعلان و السلام بل هو عملية متكاملة تتطلب عقلًا تجاريا و ليس عاطفة متسرعة.
