يحرص السودانيون من مهاجرهم المختلفة و أماكن نزوحهم على تصفح مجموعة “مفقودات الحرب و السيارات المفقودة” على منصة “فيسبوك”، و التي يتابعها نحو 255,742 شخصا توسموا الخير و داعبهم الأمل في مبادرة حيدر خليل إدريس الشخصية في توجيه أصحاب السيارات المفقودة إلى أماكن سياراتهم في المناطق التي غادرها “الدعم السريع”.
ينشر حيدر صورا مفصلة للسيارات التي تم الوصول إليها بجهده الذاتي على ظهر دراجة نارية، و في مناطق خطرة من العاصمة السودانية، حيث تزيد احتمالات تعرضه و مرافقه للخطر.
لا يفتأ حيدر و هو ضابط شرطة يحمل رتبة الرائد يذكِّر المتابعين بأن ما يقوم به مع الرقيب شرطة محمد حامد هو عمل طوعي لوجه الله، و لا يتلقى مقابله أية أموال أو رسوم أو التزام.
مفقودات الحرب تخضع لإجراءات تنظيميةو قانونية
يقوم حيدر بتمكين أصحاب السيارات التي يتم العثور عليها من معرفة مواقعها، بعد إبرازهم شهادات البحث و البطاقة الشخصية، و من ثم يتقدم صاحب السيارة إلى الشرطة و النيابة لفتح بلاغ قبل الحصول على تصريح لسحب المركبة من الاستخبارات العسكرية بعد التحري.
أصحاب السيارات التي يتم العثور عليها بواسطة الرائد حيدر إذا تصادف وجودهم خارج السودان ينصحهم بتفويض غيرهم عن طريق توكيلات، حيث يتم التأكد من سلامة التوكيل، و من ثم يمضي حامل التوكيل في الإجراءات المتبعة حتى تسلم المركبة.

يتحدث حيدر عن أن عملهم الطوعي يلاقي الاستحسان و التقدير لكونه “عمل خير”، حيث يروي بأنه و عند ذهابهم إلى ارتكازات القوات النظامية و عندما يقابلون المواطنين تُقدَّم لهم المساعدة بشأن المركبات الموجودة، إن كانت غير مملوكة لأحد سكان الحي أو كان يستغلها أحد أفراد “الدعم السريع” و ما إلى ذلك من معلومات مما يسهل مهمتهم.
يقول الرائد حيدر إن أكبر المعوقات التي تواجههم في أثناء رصدهم للسيارات المفقودة أنهم لا يحوزون تصريحا بالتصوير، خاصة في مناطق التماس بين القوات، و في أحيان كثيرة لا يسمح لهم بمواصلة العملية نسبة لخطورة الأمر.
حاول حيدر و رفيقه الحصول على تصريح بتصوير السيارات المنهوبة و المفقودة المتراكمة في مناطق كانت تسيطر عليها “الدعم السريع”، إلا أنهم لم يفلحوا في الحصول عليه.
“ليس هناك دعم”، يقول الرائد حيدر إنهم لا يتلقون أي شكل من أشكال الدعم، حيث يعتمد برفقة الرقيب محمد حامد على مالهما الخاص في الحصول على البنزين للدراجة النارية التي يستغلانها، و يقول إن الدراجة النارية يملكها رفيقه، و على علاتها و قلة كفائتها يستخدمانها في حركتهما الواسعة لرصد و تصوير المركبات، إلا أن حيدر يستدرك بأنه و في بعض الأحيان يتبرع أحد أعضاء مجموعة “مفقودات الحرب و السيارات المفقودة” ب “جالون بنزين” لإعانتهما على الحركة.

يقدم حيدر عدة نصائح للمواطنين الذين فقدوا سياراتهم في خضم الحرب الدائرة في السودان، و ينصحهم أولا بفتح بلاغات لدى أقسام الشرطة، لأهمية البلاغات في حفظ الحقوق، كما ينصح بأهمية عمل حجز في نظام المرور؛ شارحا بأن ذلك الإجراء يتم عن طريق التقدم إلى النيابة بعريضة يطلب فيها حجز المركبة أيا كان نوعها، حتى يتم التحفظ عليها مستقبلا عند محاولة ترخيصها.
و ينصح الرائد حيدر كذلك بإجراء بلاغ للإنتربول و عمل بلاغ إلكتروني لمن يقيمون حاليا خارج السودان.
مفقودات الحرب يستغلها المحتالون
يعتدل الرائد حيدر في جلسته و يواصل الحديث محذرا ” لا تدفع أي مقابل لأي شخص يقوم بوصف مكان سيارتك أو يعد باسترجاعها”، و يتحدث مضيفا بأن هناك محتالين يعملون على الإيقاع بضحاياهم استغلالا للظروف و رغبة الناس في استرجاع مالهم المنهوب.
يقول صاحب المبادرة بأن هناك منتمون ل “الدعم السريع” في حي النصر مربعي 26 و 25 يحدثون الضحايا عن وجود سيارات في “حوش” و لا بد من استخراجها بواسطة ” المستشار” بعد دفع مبلغ 200000 جنيه، و حيلتهم في ذلك تصوير دفتر و كشوفات بحوزتهم حتى تقتنع الضحية بصحة ادعاءاتهم.
و يواصل الرائد حيدر حديثة عن استغلال بعض ضعاف النفوس لرغبة المواطنين في استرداد سياراتهم المنهوبة، و يقول إن من الحيل أن يحدثك أحدهم عن أنه ذهب لاسترجاع سيارته في المكان كذا، و وجدت سيارتك بجانبها، و يُقَدِّم صورة للوحة السيارة المفقودة كان قد التقطها مسبقا من إعلانات المفقودات و قام بالتلاعب بها، و من ثم تبدأ عملية الابتزاز.
ينبه حيدر بأن أبرز المحتالين يُحَدِّث أصحاب المفقودات بأنه يعمل في معبر الجبلين، مستخدما اسما لضابط شرطة شهيد، و صورة لضابط شرطة معروف، و يقوم بتغييرهما في كل عملية احتيال، كما أن هناك محتال يقدم نفسه على أنه موجود بمجمع العودة السكني في سوبا بالخرطوم.
يشكر الرائد شرطة حيدر خليل إدريس التابع لقوات الاحتياطي المركزي بأم درمان و صاحب المبادرة الأوسع شهرة خلال حرب السودان، يشكر كل من ساعدوهم و تفهموا مبادرتهم و من يودون المساعدة في سبيل جمع المواطنين بمفقوداتهم، و هم في ذلك يبتغون الأجر من الله.
https://www.facebook.com/groups/696207072195117/?ref=share&mibextid=NSMWBT