أسبالتا

في السعودية، السياسات تثمر

تتنوع و تتعدد طبائع المناخ في المملكة العربية السعودية؛ مما يمنحها إمكانية زراعة أصناف متنوعة من الخضروات و في مواقع متعددة أيضا.

يمكن للمهتم تقصي زراعة أنواع من الخضروات الشتوية و الصيفية، و تلك التي تزرع في البيوت المحمية، كما أن الزراعة العضوية تجد اهتماما كبيرا في هذا البلد.

تقول الموسوعة السعودية إن إنتاج الخضر في المملكة في المساحات المكشوفة بلغ خلال عام 2022 نحو 2,372,779 طنا، فيما بلغ إنتاج الخضروات في البيوت المحمية 677,551 طنا؛ مما يعكس اهتماما متناميا بالنهضة الزراعية و التي تشكل داعما لا غنى عنه للاقتصاد، و المجتمع.

لا يمكن النظر إلى حجم و جودة الإنتاج السعودي من الخضروات دون النظر لمنطقة جازان جنوب غرب المملكة؛ و هي منطقة ذات إسهام مقدر في هذا الإنتاج، فالمنطقة مؤهلة بحكم طبيعتها من تربة و مناخ لزراعة أنواع لا حصر لها من الأشجار، ذلك يضاف إلى توفر المياه بمصدريها الجوفي و المطري؛ مما يحفز على ممارسة مهنة الزراعة، و يعطي دافعا قويا لتطوير الإنتاج.

جازان التي تضم أيضا ثالث موانئ المملكة من حيث السعة و هو إسهام اقتصادي آخر تنتج الباذنجان و الطماطم و محصول الدخن، و الخيار و الشَمَّام و الفلفل المشهور بجودته، إلى جانب اليقطين و البامية و الخضروات الورقية، كل ذلك اتكالا على مؤهلات طبيعية منها التربة المتنوعة بين الطينية و الرملية في مساحة تبلغ 2,088,700 دونم.

لقد اكتسبت جازان مكانتها في عالم الإنتاج الزراعي لتأثر مناخها بحركة الرياح الإستوائية، و تنوعه اتفاقا مع تنوع جغرافيتها و سطحها، و هو ما يجعل المنطقة تجود بالجيد من الأنواع الخضرية.

في سعيها الدائم للتطوير و استغلال كل ما هو متاح حفزت وزارة البيئة و المياه و الزراعة الزراعة المائية في المملكة، ذلك عبر تركيب نظم حديثة تعتمد على استخدام مياه البحر في الزراعة، و لا تهدف الدولة من ذلك إلى زيادة الإنتاج الزراعي فحسب؛ إنما تسعى إيضا إلى إنفاذ مشروعات تنمية الزراعة في المناطق الساحلية، و هي مشروعات يتعدى أثرها الجانب الاقتصادي إلى جوانب أخرى إجتماعية لا تغفلها الدولة عند النظر في إنشاء المشروعات.

وفق الموسوعة السعودية فإن الاتجاه إلى استخدام البيوت المحمية في الزراعة نشاط بدأ منذ العام 1969 م، حيث تزرع 58% من مساحة البيوت المحمية بالخيار و الطماطم؛ مما يحقق الوفرة أمام المستهلكين، مع ضمان أقصى درجات سلامة الغذاء، مقرونة بالجودة العالية.

المملكة العربية السعودية تعتمد سياسات تشجيعية

في منطقة القصيم وسط المملكة العربية السعودية أكثر من 14,672 بيتا محميا، يتم بواسطتها إنتاج 115,747 طنا من المنتجات الزراعية، تشمل بجانب الفاكهة الخضر؛ كالخيار و الباذنجان و الطماطم و البقدونس و الخس، ومع كل الإبهار تقيم القصيم مهرجان التمور، و مهرجان العنب، ومهرجان الرمان، ليتعدى دورها الاستثمار الزراعي إلى أن تكون عامل جذب سياحي فعَّال، و ذاك مضمار آخر تقدمت فيه القصيم.

في ظل تنامي الطلب العالمي على المنتجات العضوية حرصت الجهات المسؤولة عن الزراعة في المملكة العربية السعودية على مواكبة ذلك من خلال الاهتمام بالزراعة العضوية و السعي إلى تنميتها من خلال التشجيع، لقد أحصت وزارة الزراعة في 2022 عدد 512 مزراعة عضوية، تعتمد بشكل قاطع على الأسمدة العضوية، و يشكل إنتاج تلك المزارع خيارا آخر يتوفر دائما أمام المستهلك السعودي و في متناول يده.

لابد للسياسات الرشيدة و المتأنية، و القرارات الحكيمة أن تثمر، و المثال على ذلك واقع زراعة الخضر في المملكة العربية السعودية، و الذي يؤمنه دائما وقوف الجهات المسؤولة على تحفيز و تنمية كل فكرة و تجربة و مشروع، فالمنتج الوطني واحد من علامات جودة الحياة في المملكة العربية السعودية.

المملكة العربية السعودية تبذل جهودا جبارة لتحويل كل الإمكانات الطبيعية إلى دعامات اقتصادية
المملكة العربية السعودية تبذل جهودا جبارة لتحويل كل الإمكانات الطبيعية إلى دعامات اقتصادية

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.