أسبالتا

معبر أدري هل سيغلق أم سيظل مفتوحا

يتسع سجال التصريحات حول معبر أدري الحدودي بين السودان و تشاد، و الذي سمحت الحكومة السودانية بفتحه أمام حركة انسياب المساعدات الإنسانية بعد جهود دولية عديدة، و لكن قاربت فترة السماح الحكومية على الانقضاء، و بدأ القلق الدولي في التصاعد.

الولايات المتحدة الأمريكية أعقبت تغريدة سابقة لوزير المالية السوداني جبريل إبراهيم كانت قد حثت الحكومة السودانية على إغلاق المعبر “اليوم قبل الغد بسبب تحوله لمنفذ إمداد للدعم السريع”، أعقبت الولايات المتحدة ذلك بتصريحات للمتحدث باسم وزير خارجيتها ماثيو ميلر طالب فيها باستمرار السماح بعبور المساعدات الإنسانية عبر معبر أدري إلى ما بعد فترة السماح الممنوحة و هي الخامس عشر من نوفمبر.

المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو دخل ساحة سجال التغريدات بشأن معبر أدري من خلال تغريدة على موقع أكس اتهم فيها حركة العدل و المساواة التي يرأسها الوزير جبريل ب ” البيروقراطية “، و زاد بأن حمَّلها المسؤولية عمَّا عدَّه ” تجويع 7 ملايين سوداني”.

حديث المبعوث الأمريكي مّدَّدَ مساحات الجدل بشكل أكبر، ذلك ليس بسبب مطالبته الحكومة السودانية بفتح معبر أدري لمدة 6 شهور أخرى، و إنما لمطالبته بوقف استخدام الطيران في الحرب، حيث اعتبر العديد من المحللين حديثه تحيزا واضحا ضد الحكومة التي يرون أنها تقوم بواجبها في المحافظة على البلاد.

عاد وزير المالية جبريل إبراهيم بتغريدة أخرى تراجع فيها عن دعوته السابقة بإغلاق المعبر، و لكنه اشترط على فتحه تواجد طاقم سوداني على جانبي المعبر يضم ممثلين لهيئة المواصفات و المقاييس و جهاز الأمن و الجمارك، مع توفير الحماية للفريق، ذلك يضاف إلى شرط وجود جهاز مسح بالأشعة السينية للتعرف على الواردات عبر المعبر قبل دخولها البلاد.

في أغسطس 2024 وافقت الحكومة تحت إلحاح الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بجانب منظمات إنسانية على فتح المعبر لمدة 3 أشهر لمواجهة الأزمة الإنسانية التي سببها اشتداد القتال في إقليم دارفور و خاصة الفاشر التي فقدت ميزة كونها مركز انطلاق العمليات الإنسانية في دارفور بعد حصارها من جانب الدعم السريع، إلا أن توجس الحكومة السودانية من فتح المعبر يبرره المحللون بكون المعبر يربط بين تشاد و مناطق غرب دارفور التي يسيطر عليها الدعم السريع، وهم أمر قد يرفع احتمالات استخدام المعبر لأغراض التزود بالسلاح و الوقود وغيره.

تنتظر المنظمات الإنسانية قرارا حكوميا بشأن المعبر مع اقتراب موعد إغلاقه مجددا، حيث سيكون على المنظمات المعنية بالإغاثة سلك السبل الأخرى المفتوحة، و قد يظل المعبر مفتوحا و لكن حسب الشروط الحكومية التي سيتم التوافق حولها، و في كل الأحوال يظل الوضع الإنساني الناشئ عن الحرب مسؤلية مقلقة للحكومة السودانية و المجتمع الدولي على حد سواء.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.