هل تغير ضريبة الدخل الجديدة شكل الاقتصاد العماني ؟ الأثر المتوقع لضريبة الدخل على الاقتصاد العماني
هل تغير ضريبة الدخل الجديدة شكل الاقتصاد العماني ؟، و ما هو الأثر المتوقع لضريبة الدخل على الاقتصاد العماني؟
كأول دولة في منطقة الخليج كشفت سلطنة عمان عن خطتها لفرض ضريبة الدخل الشخصي على الأشخاص الأعلى دخلا بداية من العام 2028.
هدفت السلطنة من خلال الخطوة إلى إصلاحات اقتصادية تقلل الاعتماد على الموارد البترولية، و تنويع مصادر الدخل القومي.
يعد قطاع النفط أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد العماني من واقع إسهامه في الدخل الحكومي.
و تشير الإحصائيات إلى أن النفط يشكل 64% من إجمالي دخل الصادرات العمانية، و نسبة 54% من الإيرادات العامة، و حوالى نصف جملة الناتج المحلي للسلطنة.
ما هي ضريبة الدخل في سلطنة عمان؟
ضريبة الدخل الشخصي تعرف بأنها استقطاع ضريبي تفرضه الدولة على دخول الأشخاص، و في الحالة العمانية تفرض الضريبة على ذوي الدخل العالي الذين تتجاوز دخولهم سقفا محددا، فيما لن تطبق الضريبة على من دخولهم دون ذلك السقف من أصحاب الدخل الضعيف أو المتوسط.
أسباب فرض ضريبة الدخل في عمان
- تسعى الحكومة إلى تجنب الآثار المترتبة على تذبذب أسعار النفط عالميا على الميزانية العامة للدولة.
- تعمل الحكومة على إيجاد مصادر متنوعة للدخل القومي منعا لاستنزاف الموارد الطبيعية القابلة للنفاد.
و على سبيل المثال تدعم وزارة التراث و السياحة بالسلطنة قطاع السياحة بتعزيز البنيات الأساسية مما ضاعف نمو القطاع منذ الشروع في تنفيذ خطط هادفة إلى دعم الجذب السياحي.
هدف مساعي السلطنة هو تحقيق جذب 11 مليون سائح سنويا حتى عام 2040 ، من خلال اعتماد مشاريع سياحية و تراثية جديدة تضاف إلى القائمة فعليا.
- و من أسباب فرض ضريبة الدخل الشخصي في سلطنة عمان عمل الحكومة على تحقيق العدالة الضريبية، و جذب استثمارات طويلة الأمد عن طريق إيجاد نظام ضريبي واضح و شفاف يجذب رؤوس الأموال و لا يثير القلق.
المزيد من المشاركات
الأثر المتوقع لضريبة الدخل على الاقتصاد العماني
- أكبر الآثار هو دعم إيرادات الدولة بشكل مباشر بمجرد بدء تطبيق الضريبة، و ذلك سيجعل للدولة دخلا ثابتا يساعدها على تنفيذ مشروعات الخدمات و استدامتها و تطويرها دون التعويل بشكل كبير على عائدات النفط أو القروض الخارجية قاسية الشروط.
- يتوقع أن يسهم تطبيق الضريبة في جهود ليست بالجديدة تبذلها سلطنة عمان في سبيل تنويع الاقتصاد من خلال تنويع الاستثمارات و البنى الداعمة للاقتصاد المتنوع.
كما يتوقع أن يؤدي تطبيق الضريبة إلى نمو قطاعات التعليم و التقانة و السياحة بما يخدم رؤية عمان 2040.
- قد يشعر بعض المواطنين و المقيمين بالسلطنة بضغط مالي يسبب تراجعا في القوة الشرائية، خاصة و أن تطبيق الضريبة قد تلازمه زيادات في الأسعار و هو أمر متوقع.
- و يتخوف البعض من تأثر مكانة السلطنة كأكبر مراكز الاستثمار في المنطقة، و هذا لا يتعارض بالطبع مع مرامي الحكومة في إيجاد نظام ضريبي شفاف يؤثر إيجابا على الاستثمار.
و يشار إلى تنام ملحوظ في حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البلاد، حيث حققت بنهاية الربع الثالث من 2024 ما يوازي 26 مليارا و 677 مليون ريال، بنسبة نمو بلغت 16,2% مقارنة بذات الفترة من العام الذي سبق بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
تباين الآراء حول ضريبة الدخل في سلطنة عمان
بعض المواطنين يثمنون الخطوة باعتبارها مهمة لبناء اقتصاد قوي و مستقر ، فيما يتخوف البعض من آثارها على الأشخاص خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة.
أما الأجانب المقيمين في السلطنة فيتساءلون عن إذا ما كانت هذه الضريبة ستطبق عليهم أم لا، خاصة و أنهم يشكلون نسبة كبيرة من العاملين الذين لهم أسهام كبير في عجلة الاقتصاد.
و يشي الواقع الملموس بأن سلطنة عمان تقدم على نهضة قوامها التخطيط و الالتزام بجداول التنفيذ لخطة طموحة تعزز من مكانتها كمنارة اقتصادية باهرة.
