احتفل العالم باليوم العالمي للمدير، في تباين لمدى اهتمام الناس حول العالم بالمناسبة.
و تأخذ المناسبة أهميتها من كونها تلفت النظر إلى عنصر مهم في المؤسسات و الشركات و يعتمد النجاح بنسبة كبيرة على طريقته و أسلوبه في إدارة مرؤوسيه.
هناك من المديرين في المؤسسات و الشركات من تؤدي طرقهم الفاشلة في الإدارة إلى تحويل الموظفين من كوادر تعمل في تناسق و انسجام في تجويد الأداء و خدمة الإنتاج إلى مجموعة من طلاب كسب العيش، مما يفقد المنشأة خبراتهم و جدهم و اجتهادهم، بل يمكن أن تؤدي الإدارة الفاشلة لمؤسسة ما إلى عمل الموظفين فقط من أجل ضمان صرف رواتبهم و مخصصاتهم بغض النظر عن جودة عملهم داخل المنشأة.
فساد
أما فساد المدير فيتمظهر في إقصاء الموظفين و إبعادهم عن دائرة الفعل الحقيقي أو المنتج اتكالا على أسباب شخصية و لا علاقة لها بالعمل متجاهلا في ذلك كفائتهم، و يقوم في الوقت ذاته بترقية و تحفيز موظفين فاسدين يوالونه و يتقربون إليه و يكيلون له المدح و بمناسبات أو غيرها و يحملون إليه أخبار زملائهم في المنشأة.
و من المديرين من ينفقون أوقات العمل المهمة في عقد الاجتماعات التي لا طائل منها و لا فائدة، و التي تنعقد دون أجندة محددة، و ذلك لتعبير أحدهم عن مكنوناته و تعظيم ذاته.
و في اليوم العالمي للمدير لا ننسى أن نوعا من المديرين يكثر من تهديد موظفيه بالعقاب، و يشيع علاقات قائمة على التوتر عن طريق الإكثار من الحديث دون اللجوء إلى الإجراءات المكتبية القائمة على اللوائح المنظمة للعمل.
كما و يوجد المدير الذي يضيع هيبة المنصب و هيبته الشخصية و بالتالي هيبة المنشأة عن طريق الإكثار من الثرثرة مع الموظفين كبيرهم و صغيرهم، و التقرب إلى الموظفات و التودد لهن بلين الحديث؛ الأمر الذي يحدث التراخي في أداء الأعمال و يصنع جوا من الإنصرافية داخل المنشأة.
المدير الدكتاتور
أما المدير الدكتاتور فذلك من أقوى أسباب انهيار المؤسسات، لتصرفه بناءا على اعتقاد لديه بأن المؤسسة العامة من ضمن أملاكه، و أن اللوائح المنظمة للعمل و المحاسبة و الترقيات و الأجور تسري بعد قراره هو كما لو كان “لا معقب لحكمه و هو أحكم الحاكمين”.
أولئك ما كان لهم إلا توريث شعوبهم الخراب بتدمير المؤسسات التي هم على رأسها فاحذر أن تكون من أولئك.