يتنامى الضغط على المجتمعات المضيفة للنازحين يوما بعد يوم مع تنامي الانتهاكات و استمرار القتال في السودان.
مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية فإن 135,405 شخصا أجبروا على مغادرة منازلهم منذ 20 أكتوبر كأكبر موجة نزوح جديدة.
و فيما سارعت ولايات كالقضارف و كسلا بواسطة إمكاناتها المحلية و قدرات المنظمات الإنسانية فيها و المبادرات الشعبية نحو إيواء أعداد النازحين و توفير الغذاء لهم، كان والي القضارف يبحث في بورتسودان السبت مع مفوض العون الإنساني سبل زيادة الدعم لمواجهة الحاجة الإنسانية لموجة النزوح الجديدة، حيث لم يخف الوالي حاجة ولايته لمزيد من الدعم، و ناشد قبلا مسؤولون في الولاية كافة المنظمات تعزيز دعم النازحين.
في ولاية كسلا التي توجه إليها آلاف النازحين بعد هجمات شرق الجزيرة الأخيرة بدا الوضع ينذر بالخطر مع إعلان غرفة طوارئ حلفا الجديدة عن رصد أكثر من 100 إصابة بالكوليرا وسط نازحين قدموا من مناطق شرق الجزيرة المنكوبة بالحرب و المثقلة بانتهاكات الدعم السريع، و هو ما لم تؤكده أو تنفيه السلطات المختصة.
غرفة الطوارئ أحصت شواهد الأزمة في تنامي الضغط على مركز العزل، و انعدام الأدوية تحت ضغط الحاجة الإنسانية ل 60 ألف شخص قدموا المنطقة مؤخرا.
ثلاثون مركز إيواء أقامتها السلطات المسؤولة في ولاية كسلا، و مع ذلك فإن بعض النازحين أقاموا في الشوارع و تحت ظلال الأشجار بسبب اكتظاظ مراكز الإيواء المتوفرة.
ولايات شرق و شمال السودان استقبلت أعدادا كبيرة من النازحين على دفعات منذ اشتعال الحرب في السودان، و مع توسع رقعة القتال نزحت أعداد إضافية من مواطني ولايتي الجزيرة و سنار نحو الشرق، الذي يعاني في الأصل ضعف التنمية و قلة المرافق، مما شكل ضغطا فاق مقدرات السلطات و بات الوضع يحتاج المزيد من الدعم و الموارد.
في القضارف شرق السودان تنشغل السلطات الحكومية بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة من منظمات و جمعيات لمواجهة الحاجة الإنسانية الملحة، و في ذات الوقت تنتظر دعما اتحاديا و دوليا يعينها على ظروف حرجة فرضها التهجير القسري للأهالي المدنيين في شرق الجزيرة.