أسبالتا

رتاج الطيب تبدع في مهرجان الإبداع

بالرغم عن ظروف الحرب التي يعيشها السودانيون، و أجواء الحزن التي تخيم عليهم استطاعت رائدة الأعمال الشابة رتاج الطيب أن تشيع أجواء متخمة بالتفاؤل و الجمال من خلال تنظيمها لمهرجان الإبداع في أم درمان، و الذي ضم مبدعين من الفئات المختلفة، و أمَّه جمهور كبير أكد نجاحه.

تقول رتاج إنها شابة سودانية كانت تحلم بتقديم نفسها بشكل جيد لمجتمعها منذ وقت مبكر من عمرها، و قبول التحدي في منافسة آخرين و أخريات في أعمار أكبر، و يتمتعون بخبرات أوسع من أجل أن تضع بصمتها الخاصة.

اقتحمت رتاج مجالات متعددة برغم حداثة تجربتها؛ بداية بالتطوع لخدمة المجتمع، مرورا بعالم التجميل، و إدارة الأعمال، و المشاركة في الفعاليات و المبادرات الشبابية المختلفة.

تتحدث رتاج عن شغفها بخدمة المجتمع و حب النجاح و التميز في كل مجال تطرقه، حيث قدمت مبادرة مجتمعية في المجال الطوعي، و عملت على إنشاء شركة لتنظيم الفعاليات، و عملت كذلك في مجال التجميل كخبيرة تجميل؛ سعيا لكسب خبرات متنوعة و مفيدة، و وضع بصمة شخصية.

تشعر رتاج بالرضا عن تجربتها كشابة استطاعت بطموحها و توفيق الله أن تحقق كثيرا مما ترجوه، من خلال تجارب تعتز بها و تعتبرها رصيدا حياتيا متميزا.

رتاج الطيب واحدة من عشرات آلاف الشباب السودانيين الذين أثرت الحرب على مسار حياتهم، حيث كانت تقيم بشرق النيل و قد أعدت لإقامة فعالية كبيرة عنوانها “سودانية قوية” تجمع رموز المجتمع السوداني من فنانين و مشاهير في مجالات مختلفة، بدعم من شركات مختلفة.

تتحدث رتاج عن أن الحرب وأدت الفعالية و التي كانت بحسب رؤيتها و أهدافها داعمة للمرأة السودانية، متحسرة على ضياع نتائج كانت ستكون أضافة في مسيرة المرأة و تجربتها الشخصية.

مثل الكثيرين فقدت كل شيء بفعل الحرب، و ألزمها هول المأساة بالانتقال إلى مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل، حيث عملت كخبيرة تجميل، قبل أن تتوجه تلقاء أم درمان لتبدأ رحلتها من نقطة متأخرة ما كانت تتصور أن تبدأ منها الانطلاق.

رتاج الطيب عادت إلى أم درمان لتبدأ من جديد

تقول رتاج إن انتقالها إلى أم درمان كانت فصلا من فصول النضال الشخصي؛ باعتبار أن ظلال الحرب شملت كل الربوع بما فيها من شعور قاس، إلا أنها تحدت واقع الحرب و بدأت بتقديم كورسات تدريبية لأكثر من 50 فتاة في مجال التجميل، و تذوقت طعم النجاح بعد نيلهن للشهادات.

كان مهرجان الإبداع الذي نظمته رتاج الطيب حدثا اهتم به الكثيرون في أم درمان و خارجها، لكونه إشراقة في خضم الحرب، و كانت ترمي منظمته إلى تحقيق عدة أهداف، غير أنها كانت تتخوف من أثر الحرب على حجم التفاعل المجتمعي مع المهرجان.

دعمت رتاج الطيب المشروعات المختلفة
إحدى المشاركات في مهرجان الإبداع

تضمن مهرجان الإبداع بازار، و عروض أزياء، بهدف عرض أعمال المصممين النشطين، و أولئك الذين فقدوا أعمالهم بسبب الحرب، و دعم المشاغل اليدوية و أصحاب المشروعات الناشئة “البراندات”، إضافة إلى دعم المواهب الشابة من فرق و مغنين و رسامين.

حاولت رتاج الطيب -كما تقول- أن تقدم الدعم لفئات متعددة من خلال فعالية واحدة، مع التأكيد على قدرة السودانيين على تجاوز قسوة الحرب و حجم الخسارة الفادحة.

رتاج الطيب تعمل على إبراز مقدرات المصممين و المصممات
جانب من مهرجان الإبداع الذي نظم في أم درمان

لم تكن منظمة مهرجان الإبداع تتوقع مستوى الإقبال على الفعالية و النجاح الذي حققته، مسببة ذلك بأن فكرة المهرجان كانت مختلفة عن كثير مما سبقه من الفعاليات، كما أن المحتوى كان مصمما بطريقة جديدة تختلف عن النمط المكرر الذي ترى أنه كان متبعا.

تؤكد منظمة مهرجان الإبداع رتاج الطيب أنها اتبعت طرائق أخرى لتحويل الفعالية من بازار إلى مهرجان جاذب لكل الفئات من مشاركين و عارضين و جمهور؛ مما أدى إلى حدوث الإقبال الذي لم تكن تتوقعه، شاكرة فضل الله.

موسيقيون شاركوا في مهرجان الإبداع الذي نظمته رتاج الطيب
موسيقيون شاركوا في المهرجان

شارك في مهرجان الإبداع 25 براند، كما شاركت 7 مصممات بعروض مختلفة و متنوعة، مع مشاركة عارضين و عارضات من الجنسين، و محال أزياء سودانية.

عن التحديات التي واجهت منظمة المهرجان أن التخطيط و التنفيذ تم في أجواء من التوجس من حدوث القصف المدفعي، حيث يخشى الناس التجمع، إلا أن الحضور كان بنسبة كبيرة و فاق التوقعات.

بعض عروض مهرجان الإبداع الذي نظمته رتاج الطيب.
جانب من العروض ضمن المهرجان

المهرجان الذي لاقى نجاحا كبيرا في ظل ظروف استثنائية تشارك رتاج الطيب نجاحه صديقتها إيلاف ناصر، بدعم رعاة مختلفين دعموا الفعاليات، لتكون رسالة المجتمع في مثل هذه الظروف هي التأكيد على القدرة على العودة و النجاح، و انتصار إرادة الحياة.

رتاج الطيب و إيلاف ناصر
رتاج الطيب و إيلاف ناصر تشاركتا النجاح

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.