أسبالتا

فينا الخير .. صورة من حرب السودان

يا فتاح يا عليم يا رزاق ياكريم، سبحان الله مقسم الأرزاق، أصبحنا و أصبح الملك لله ..
بهذا الدعاء كان يفتح صاحب دكان الحى”عم علي” باب دكانه كل صباح استعدادا لاستقبال زبائن ألفوه و ألفهم، و أحسن معاملتهم، و منحوه ثقتهم؛ فهو رجل سمح إذا باع، وهم أناس سمحين إذا ما اشتروا قبل مغادرتهم إلي أعمالهم أو حين عودتهم في المساء.
كان عم علي يتسم بالوفاء بالتزاماته تجاه سكان الحي، و لا يزايد في أسعار المواد الغذائية، و لا يغالي فيها، و التي كانت تشكل أسعارها هاجسا لعدد كبير من المواطنين..

يقطع الناس المسافات الطوال لدكان عم علي، وهو صاحب مقولة “ابتسم تسعد”، يأتون إليه من كل فج عميق فيجدون عنده ما يحتاجون إليه من سلع و الابتسامة حاضرة .

لكن دكان العم علي كغيره لم يسلم من النهب والسرقة و التكسير التى مارسها ضعاف النفوس في خضم فوضى الحرب اللعينة.

و لما كانت للعم علي يد على السكان، و دين مستحق، كان لا بد من سبيل لإعادة الابتسامة لرجل كانت دعوته الابتسامة من باب “تبسمك في وجه اخيك صدقة”.

الهلال الأحمر السوداني، و كرد لجميل العم علي صانع الابتسامة لسكان الحي عمل على إعادة إعمار الدكان كما كان في هيئته السابقة.

كانت الفرحة و الابتسامة مرسومة على شفاه أهل الحي بعودة الدكان قبل أن ترتسم على وجه العم علي ذلكم البشوش .

و دكان العم علي لم يكن الأول ولا الأخير الذي أعاده الهلال الأحمر السوداني إلى ما كان عليه، وفي خطته المضي في سبيل الخير و الإعمار، و إعادة البسمة إلى كل من تأثر بالحرب و تعرض مصدر رزقه للتخريب.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.