أسبالتا

كيف تأثر جنوب السودان بحرب السودان

تقرير/ شبكة أسبالتا الإخبارية.

مرت 18 شهرا منذ أن أرغمت أحداث حرب السودان جنوب السودان على وقف ضخ النفط إلى ميناء التصدير، و اليوم اكتملت جاهزية المنشآت السودانية لاستقبال خام النفط مجددا.

جسامة أحداث الحرب في السودان تسببت في إيقاف مصفاة النفط عن العمل، و تخريب أنابيب نقل البترول، و تدمير عدد من محطات الضخ، و هو ما أدى أخيرا لوقف عملية الضخ برمتها.

ينتج السودان نحو 60,000 برميل نفط يوميا، إلا أن الحرب قد أثرت على إنتاج حقول مهمة كحقل بليلة الذي ينتج نحو 16,000 برميل، كما أعلنت السلطات الحكومية في وقت سابق عن توقف 10 حقول أخرى في غرب كردفان عن الإنتاج.

أما جنوب السودان الذي ذهب بالقسط الأكبر من إنتاج النفط عقب انفصاله عن السودان في 2011، فقد تأثر منذ 18 شهرا بتوقف ضخه للنفط إلى ميناء بشائر في السودان حيث يتم التصدير عبر البحر الأحمر من هناك.

بدأ جنوب السودان يفقد عائدات تصدير نفطه منذ 13 مارس، و هو التاريخ الذي بدأت فيه حرب السودان وضع بصماتها المدمرة على بنيات النفط التي تخدم صادر الخام المنتج في جنوب السودان.

تكتسب الأحداث المتعلقة بوقف تصدير نفط جنوب السودان خطورتها من واقع اعتماد جنوب السودان بشكل كبير على عائداته من تصدير النفط في دفع عجلة الاقتصاد.

يقول البنك الدولي إن جمهورية جنوب السودان تعتمد في عائداتها على 90% من عائدات النفط، و هي نسبة تتحدث عن حجم الأثر الذي تركته الحرب في السودان المجاور على الاقتصاد في البلاد.

حرب السودان أحدثت أزمه في جنوب السودان

الأزمة الناجمة عن وقف تدفق النفط للتصدير عبَّر عنها في وقت سابق بطرس ماغايا رئيس لجنة النفط في البرلمان في جنوب السودان عندما قال في بيان: ” نحن نواجه أزمة اقتصادية قريبة، بسبب إعلان الطوارئ و توقف صادر النفط”.

و دلل على عمق الأزمة التي يواجهها الاقتصاد في جنوب السودان بسبب توقف الصادرات النفطية مستوى الوفد الذي زار السودان وعقد اجتماعات مع المسؤولين فيه بغية الاطمئنان على نجاعة ترتيبات الجهات المختصة في السودان لاستئناف ضخ الخام الجنوبي إلى ميناء بشائر على البحر الأحمر.

قاد وفد جنوب السودان إلى السودان مستشار الرئيس للشؤون الأمنية توت قلواك، يرافقه وزير البترول و وكيل الوزارة و مدير المخابرات، إضافة إلى وفد فني تفقد ميدانيا بعض المرافق برفقة نظرائه السودانيين.

أخيرا أفصح مستشار الرئيس توت قلواك عن حجم الأزمة، حينما قال ببورتسودان إن شعب جنوب السودان “يعيش ظروفا صعبة بسبب توقف صادر النفط”.

يأمل الجانبان السوداني و السوداني الجنوبي في استئناف ضخ الخام في أقرب وقت ممكن، و ذلك للخروج من ضوائق فرضتها حالة الحرب الطاحنة في السودان.

يمثل تأثر الاقتصاد الجنوب سوداني بالحرب في السودان مثالا لأثر الحرب على دول الإقليم، فبعد استقبال تدفقات اللاجئين وضغطهم على موارد المجتمعات المستضيفة الضعيفة أصلا، تتأثر مشروعات حيوية ترتبط بحياة الشعوب، كما هو الحال في قصة تصدير خام النفط المستخرج في جنوب السودان.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.