أسبالتا

النزوح إلى طويلة، فصل آخر من فصول الأزمة السودانية

مع توالي موجات نزوح مواطني الفاشر نحو طويلة يزداد الأمر تعقيدا بالمنطقة ذات الموارد المحدودة، و التي ظلت قبلة للفارين من جحيم القتال في شمال دارفور، خاصة الفاشر.

كلما اشتدت وطأة القتال في نواحي الفاشر و أوقع القصف المدفعي في معسكرات النازحين حولها القتلى و الجرحى، كلما برزت قضية النزوح كأكبر القضايا التي تعكس حجم الكارثة الاجتماعية التي تنتجها الحرب في السودان.

معسكرا زمزم و أبو شوك تتناقل وسائل الإعلام أخبارهما دون انقطاع، لكثرة تعرضهما للقصف، ذلك يضاف إلى ضيق سبل الحياة بسبب نقص الإمدادات الغذائية و الدوائية و حالة انعدام الأمن.

الذين وصلوا توا مناطق طويلة و هم نحو 2510 أشخاص ربما يكون الحظ قد حالفهم بالنجاة من أهوال القتال و القصف، إلا أنهم هنا يلتقون بمن سبقوهم في محنة النزوح ليقابلوا معا واقعا صعبا يتمثل في ضعف موارد المجتمع المستضيف.

طويلة تسيطر عليها حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور، منذ الثالث و العشرين من سبتمبر 2023، و يبدو أن موقف هذه الحركة من عدم المشاركة في الحرب جعل من منطقة طويلة ملاذا هو الأفضل نسبيا لعشرات الآلاف من المواطنين.

تظل مشكلة الحصول على الغذاء و الدواء قائمة بالرغم من تدخلات المنظمات الدولية و الوطنية، بسبب حجم النزوح الذي يفوق إمكانات المنطقة التي يتواجد بها مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود إلا أنه ما زال يفتقر للعديد من الاحتياجات التي تمكنه من خدمة عدد النازحين الكبير.

الشتاء يقترب، و له في دارفور سمعة ترعب أولئك الذين لا مأوى لهم، و لا غطاء، حيث يتساوى الناس في المحنة الإنسانية، و يتجاوز الوضع حدود المعقول.

مع بداية الهجوم على الفاشر تصاعدت الدعوات الدولية لإيقافه، و لم يحدث إلا اشتداد المعارك و القصف و الهجمات، حتى تعطلت أهم المستشفيات و غدت الطرقات و الأسواق تغص بشواهد على القصف و الموت و التدمير.

الفاشر التي فقدت بفعل الحرب مركزها كنقطة انطلاق للعمليات الإنسانية لنواحي دارفور المختلفة، غدت تبث النازحين بدلا عن الغذاء و الدواء.

في الخامس و العشرين من أكتوبر وصلت دفعة جديدة من الأسر النازحة التي حالفها التوفيق إلى طويلة، خمسمائة أسرة جديدة حلت في المنطقة التي مازالت تنتظر المزيد من الدعم الإنساني العاجل في ظل الظروف القاسية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.