أظهرت دراسة جديدة علاقة واضحة بين قلة النوم و 172 مرضا أبرزها السكري و الخرف.
و لا يرتبط الأمر بقلة ساعات النوم فقط بل بجودة العملية نفسها، فالكثيرون ينامون فترات متقطعة أو غير مستقرة.
لا يحتاج المرء إلى جهود كبيرة لمعرفة أثر النوم الجيد على استقرار صحته، إلا أن العديد من الناس حول العالم يغامرون بالسهر لفترات طويلة مما ينعكس سلبا على نشاطهم و حيويتهم و قدرتهم على أداء أعمالهم على نحو جيد.
و في هذا المنحى نقل موقع Medical News Today عن الأستاذ المشارك في علم السموم في كلية الطب الوقائي في جامعة الجيش الطبية في الصين د. تشينغ تشين قوله بأن الناس يعرفون فقط أن قلة النوم أمر ضار، و لا يستطيع أي عالم إخبارهم متى ينامون و متى يستيقظون.
الدراسة التي ألفها تشين أكدت وجود صلة بين 172 مرضا و النوم غير الصحي، كأحدث الدراسات التي تحث الناس على أخذ القسط الكافي من النوم خلال اليوم.
لقد أصبحت قلة النوم أمرا شائعا رغم أن ذلك يحرم الجسم استعادة نشاطه و المحافظة على توازنه.
أسباب قلة النوم
من أبرز أسباب عدم أخذ القسط الكافي من النوم زيادة القلق المتعلق بالعمل أو الدراسة أو فرط نشاط الدماغ المرتبط بالتفكير الزائد في شؤون الحياة.
و يعاني البعض من اضطرابات النوم مثل الأرق المزمن و انقطاع التنفس خلال النوم مما يؤدي إلى الاستيقاظ، ذلك يضاف إلى عادات يومية اعتاد عليها البعض و نؤثر على سرعة الاستغراق في النوم، و التي يأتي في مقدمتها:
- الإكثار من تناول المنبهات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي و القهوة و تلك المحتوية على النيكوتين مثل تدخين السجائر و الشيشة.
- استباق النوم بالنظر طويلا إلى الشاشات سواء كانت شاشات التلفاز أو الهاتف المحمول، الأمر الذي يعطل إفراز هرمون الميلاتونين المرتبط بالنوم.
كما تعد ظروف العمل الليلي واحدة من أسباب قلة النوم خاصة عند أولئك الذين يعملون خلال الليل في المصانع و قيادة الشاحنات و المناوبات الليلية في مرافق الخدمات المختلفة كالشرطة و الكهرباء و المستشفيات.
و هناك من أسباب عدم التمكن من الحصول على قدر كاف من النوم أسباب لها صلة بأمراض مزمنة تسبب الألم للأشخاص، إضافة إلى سكن الشخص وسط زخم الضوضاء أو في بيئة تكتنفها درجة حرارة غير مناسبة.
دراسة سابقة عن السهر
وجدت دراسة أجراها العام الماضي فريق من “إمبريال كوليدج لندن” على بيانات أكثر من 26,000 شخص أن مدة النوم مهمة لوظائف الدماغ، و أن الحرمان من النوم قد يقود إلى الإصابة بقاتل صامت.
و تشير الأكاديمية الأمريكية لطب النوم إلى أن الإنسان من عمر 4 أشهر إلى 12 شهرا يحتاج إلى النوم حوالى 16 ساعة، بينما يحتاج الإنسان من عمر سنة إلى سنتين من 11 إلى 14 ساعة.
و وفقا للأكاديمية فإن الإنسان من عمر 3 سنوات إلى 5 سنوات يحتاج من 10 إلى 13 ساعة نوم، و من عمر 6 سنوات إلى 12 سنة إلى من 9 إلى 12 ساعة للنوم.
و تقول وزارة الصحة السعودية إن قمة النوم عند الكبار يكون بين الساعة الثانية و الرابعة صباحا، و الساعة الواحدة ظهرا و الثالثة ظهرا.
و أشارت الوزارة إلى أن الإنسان يمر بمرحلتين من مراحل النوم هما النوم العميق الذي تنمو فيه الأنسجة و إفراز الهرمونات المهمة، و مرحلة نوم حركة العينين السريعة و الذي تكون فيه الأحلام و ينشط الدماغ.
الأثر الصحي المحتمل لعدم النوم الكافي
ما زالت الدراسات تنصب في هذا المجال، غير أن الثابت أن أبرز الآثار الصحية المتعلقة بقلة النوم هي:
- ضعف الذاكرة قصيرة المدى و التركيز و هو أمر تمكن ملاحظته بسهولة.
- تناقص القدرة على اتخاذ المواقف و القرارات الصائبة.
- تناقص سرعة الاستجابة في ردود الأفعال و هو أمر مرتبط بالحوادث المرورية و إصابات العمل.
- زيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب و حدة المزاج خلال التعاملات اليومية مع الآخرين.
- التأثير السلبي على الجهاز المناعي و مقاومة الإصابة بالعدوى.
- التأثير على مظهر الشخص العام خاصة في العينين و البشرة.
