كتبت: رشا المرضي.
بروز دور المرأة السودانية في سوق العمل كان منذ ستينات القرن الماضي بواسطة الاتحاد النسائي من أجل المساواة في الأجور لأن أغلبية النساء تعرضن للظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة و لم تكمل الكثيرات تعليمهن أو بدأن في تبني مشاريع منزلية، وبعضهن تركن العمل بسبب العادات والتقاليد بالرغم من أنهن يهدفن لدعم أنفسهن و الأسرة وتوفير الضروريات.
قديما لقبت المرأة بالكنداكة، وكانت الكنداكات يتمتعن بسلطة سياسية وعسكرية كبيرة، وكان لهن دور بارز في حكم الممالك السودانية القديمة، وأحيانًا كنّ يقُدن الجيوش بأنفسهن.
أخواتي السودانيات، تحديات الظروف والحروب على مر السنين لم تكسر عزيمتهن، وواصلن السير على طريق العطاء.
إن دور المرأة ضروري في دفع عجلة الإنتاج، وسيدعم بلا شك القدرة التنافسية للاقتصاد مستقبلا ويزيد انفتاحه على أحدث التقنيات والنشاطات الجديدة، فالمرأة مسلحة بالصبر و العلم و الطموح القادر على إكسابها الثقة و إيصالها إلى مراتب النجاح العالية.
أكثر مشروعات الأعمال انتشارا في السودان هو بيع الشاي الساخن والقهوة على الطرقات، والذي يعتبر مصدر الرزق الأساسي لأغلب أسر البائعات، و هو نشاط اقتصادي يجمع بين الحاجة إلى العمل و الطموح و قلة الحيلة.
ظهرت اسماء لرائدات أعمال كثيرة ساهمن بلعب أدوار مؤثرة في مساعدة الأسر التي عانت من ويلات الحرب والنزوح و الحاجة في ظل ظروف استثنائية لم تستثن أحدا إلا و ألمت به في بلادنا الحبيبة.
المرأة السودانية ساهمت في ميادين مهمة
من أبرز المجالات اللتي لعبت فيها النساء السودانيات أدوارا عظيمة التعليم والصحة، و هي قطاعات تشكل النساء نسبة كبيرة فيها، وتعمل السودانيات كطبيبات و ممرضات وقابلات، ولعبن دورًا أساسيًا في تقديم الرعاية الصحية على مدى عمر بقعة السودان.

و لا ننسى مجال ريادة الأعمال و المشاريع الصغيرة حيث لجأت الكثير من النساء إلى المشاريع الخاصة مثل بيع المنتجات المحلية و الطهي والتصميم نظرا للظروف الاقتصادية القاهرة، و توسع نشاط النساء في التجارة الإلكترونية مؤخرًا، مستفيدات من وسائل التواصل الاجتماعي، ومن أبرز رائدات الاعمال السيدة سامية شبو وقد برز اسمها في مجال ريادة الأعمال والمال حيث أنها بدأت منذ الصغر في المدرسة ببيع المذكرات للطالبات وكانت نقطة البداية لها ومنها أصبحت من أصحاب الأعمال الكبيرة وظهر اسمها في عام ٢٠١٠ وأسست المركز السوداني لتطوير سيدات الأعمال وهدف المركز الى تمكين المرأة اقتصاديا و تعزيز قدرتها على بناء نفسها.

ذاكرة المهن و الحياة العامة تحمل الكثير من أسماء السيدات السودانيات في القانون والسياسة وتوجد المحاميات و القاضيات البارزات رغم الصعوبات التي تواجه المرأة في هذا المجال، وشغلن مناصب وزارية وبرلمانيةو اكتسبن ألقاها مثل أول قاضية سودانية في أفريقيا السيدة إحسان محمد فخري، وهي أول أمراة تتولى منصب قاضي في المحكمة العليا عام ١٩٣٦.
العديد من التحديات تواجه المرأة السودانية في سوق العمل؛ منها التمييز الاجتماعي، فلا تزال بعض المعيقات تحد من حرية المرأة في اختيار مسارها المهني، يضاف ذلك إلى ضعف الفرص الاقتصادية، و تعاني النساء من قلة الفرص مقارنة بالرجال خاصة في الوظائف القيادية.
تعاني المرأة في ظل الظروف الأمنية والسياسية الصعبة، و قد أثرت الحروب والأزمات السياسية على فرص العمل بشكل عام و وقع على المرأة نصيب بالغ من هذا التأثير.
وتقع على عاتق المرأة السودانية مسؤوليات منزلية كبيرة، و تسبب فقدان العائل في عدد كبير من الأسر في زيادة ثقل المسؤولية الاقتصادية على كاهل النساء في السودان.
مع زيادة الوعي والتطور في التعليم إضافة إلى الضغوط الاقتصادية القاسية قبل الحرب و خلالها أصبح المجتمع السوداني يتقبل دور المرأة في العمل، كما أن التكنولوجيا تفتح فرصًا جديدة للنساء خاصة في مجالات العمل عن بعد مما قد يسهم في تعزيز استقلاليتهن الاقتصادية.
الحديث عن الرائدات السودانيات في الأعمال و المهن المختلفة يمنحنا الطاقة على استعادة دورنا الاجتماعي كنساء قادرات على تقديم الأفضل لمجتمعاتنا و أسرنا، و التي بلا شك هي أكثر حاجة لكل الطاقات أكثر من أي وقت مضى.