كتب: د. أبي عادل القاسم.
في النصف الثاني من شهر رمضان الكريم تنتشر الزيارات و يقوى التواصل الأسري و الاجتماعي؛ حيث يعد الشهر الفضيل فرصة استثنائية لتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، حيث تُسهم الأنشطة و الطقوس الرمضانية في تقوية العلاقات بين أفراد الأسرة والمجتمع، ويكون التواصل.
يُعتبر الإفطار الجماعي من أبرز العادات التي تُسهم في تقوية الروابط الأسرية خلال شهر رمضان؛ فالتجمع حول مائدة الإفطار، والدعاء الجماعي، ومشاركة الطعام تُعزز من التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة.
بالإضافة إلى ذلك تُعد زيارة الأقارب وتقديم الهدايا الرمزية الدفء للعلاقات التي قد تُنسى مع زحمة الحياة، مما يُظهر الاحترام والمحبة ويُعزز النسيج الاجتماعي.
يعتبر تقليد الزيارات والتواصل العائلي في رمضان من الأشياء المنتشرة في كل العالم الإسلامي لما له من فوائد اجتماعية متميزة حيث أنه يساعد على تقوية العلاقات الشخصية بين الأفراد وزيادة الرضا الذاتي .

الطقوس الرمضانية تقوي صلة الأرحام
تعتبر صلة الرحم من الأشياء التى وصى عليها الدين الإسلام، بل وشدد عليها أيما تشديد رابطا بينها و بين دخول الجنة.
صلة الرحم لها تأثيرات نفسية واجتماعية عميقة على الأفراد والمجتمع بشكل عام، و الروابط الأسرية، والتواصل الدائم مع الأقارب، تشكل جزءاً مهماً من الصحة النفسية والرفاهية الاجتماعية، وتؤثر على الأفراد في جوانب متعددة من حياتهم.
الأثر النفسي لصلة الرحم
الدعم النفسي والعاطفي: صلة الرحم توفّر شبكة دعم عاطفية قوية، الأفراد الذين يتمتعون بعلاقات أسرية متينة غالباً ما يشعرون بالاطمئنان والراحة النفسية، مما يساعدهم على مواجهة ضغوط الحياة والتحديات بشكل أفضل. لأن العائلة تعد ملاذاً آمناً يلجأ إليه الشخص عند الشعور بالضغط أو القلق.
تقليل الشعور بالوحدة: التواصل المستمر مع الأقارب يقلل من مشاعر الوحدة والعزلة الاجتماعية، وهو عامل مهم في الوقاية من الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى؛ لأن صلة الرحم تخلق بيئة يشعر فيها الشخص بالانتماء والدعم، وهو ما يعزز الإحساس بالقيمة الذاتية.
زيادة السعادة والرضا: العلاقات القوية مع العائلة تزيد من مستويات الرضا الشخصي والسعادة، الدراسات النفسية والاجتماعية تظهر أن الأشخاص الذين يحافظون على روابط أسرية قوية هم أكثر سعادة واستقراراً من الناحية النفسية والاجتماعية.
إضافة الى ذلك تبادل الحب والاهتمام داخل العائلة يعزز من مستويات هرمونات السعادة مثل الأوكسيتوسين والدوبامين.
التخفيف من التوتر والقلق: الالتقاء بالأهل والأقارب يساعد في تقليل التوتر والقلق النفسي، حيث يمكن للشخص مشاركة مشاعره وتجربته مع الآخرين والحصول على نصائح أو دعم معنوي.

الأثر الاجتماعي لصلة الرحم:
تعزيز الترابط الاجتماعي: صلة الرحم تسهم في بناء مجتمع متماسك وقوي، عندما تكون العلاقات الأسرية قوية، ينتقل هذا التأثير إلى المجتمع الأكبر، حيث يشعر الجميع بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض، هذا يعزز من الشعور بالوحدة والتعاون داخل المجتمع.
نقل القيم الاجتماعية: من خلال صلة الرحم، يتم نقل القيم والعادات الاجتماعية من جيل إلى آخر، الأجداد والآباء يشاركون تجاربهم ومعارفهم مع الأجيال الصاعدة، مما يعزز من استمرارية الثقافة والتقاليد.
تعزيز التعاون والدعم المجتمعي: العلاقات الأسرية القوية تساهم في تعزيز روح التعاون والمساعدة المتبادلة، عند وقوع أي فرد في الأسرة في مشكلة، يجد الدعم من أقاربه، مما يقلل من العبء الاجتماعي على المؤسسات الأخرى مثل الرعاية الاجتماعية أو المجتمعية.
التخفيف من مشكلات المجتمع: صلة الرحم تعمل كحائط صد للعديد من المشاكل الاجتماعية مثل الجريمة والعنف، الأشخاص الذين يحظون بدعم عائلي قوي هم أقل عرضة للانخراط في السلوكيات الخطيرة أو الضارة.
خلاصة القول
التواصل الاجتماعي وصلة الرحم من أهم الأشياء التي تعزز الجانب النفسي والاجتماعي لدى الأفراد والمجتمع
