🖋️حيدر بركة
مرة أخرى، يجد المجتمع الدولي نفسه أمام اختبار قاسٍ للضمير والإنسانية، هذه المرة في منطقة زمزم التي تأوي آلاف النازحين.
إذ لا مبرر لقوات التمرد أن تعتدي على المواطنين العُزل فقط لأنهم متمسكين بعدم الخروج من هذه المناطق!.
إن الفظائع التي تُرتكب بحق المدنيين، والتي تتجاوز كل الحدود، ليست مجرد أعمال عنف عشوائي، بل هي جرائم ترقى إلى مستوى التواطؤ الضمني عندما يصمت العالم ويتخاذل عن مواجهتها بحزم
(من أمن العقاب أساء الادب).
إن ما يحدث في معسكر زمزم للنازحين ليس مجرد فصل آخر في سجل النزاعات الدامية التي تمزق السودان منذ عقود، إنه مؤشر خطير لا يمكن الصمت عنه.
أين الضمير الإنساني من منطقة زمزم ؟!
أصبح العالم يستيقظ كل يوم على جريمة أكبر من سابقتها، و يبقى عدم إدانة هذا الأمر ونقله إلى الجهات المختصة سببا فى مزيد من العنف والإفلات من العقاب وتشجيع للجماعات المتمردة المجرمة على التمادي في وحشيتها.
إن التخاذل في مواجهة هذه الجرائم هو خذلان جديد يضاف إلى سجل طويل من الخذلان للضحايا وذويهم الذين فقدوا أرواحهم وأمنهم وسبل عيشهم.
لقد آن الأوان للمجتمع الدولي، بكل مؤسساته ومنظماته، أن يتحرك بشكل جماعي وحاسم لوضع حد لهذه المأساة.
إن أنصاف الحلول لا تجدي نفعاً، يجب إنصاف الأرواح التي أزهقت وتحقيق العدالة ومعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
إنصاف الضحايا ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضرورة ملحة لضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع في أي مكان آخر في السودان أو في عموم القرن الأفريقي الذي عانى طويلاً من ويلات النزاعات مما أقعد القارة عن النمو والتطور.
إن التقاعس عن التحرك الفعال يرسل رسالة مدمرة للعالم أجمع مفادها أن حياة المدنيين السودانيين لا قيمة لها، وأن الشعارات العدلية الديموقراطية وحقوق الإنسان مجرد حبر على الورق، وأن المجرمين يمكنهم الإفلات بجرائمهم دون محاسبة.
هذا ليس فقط ظلماً فادحاً للضحايا، بل هو أيضاً تهديد حقيقي للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
يجب على المجتمع الدولي أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه، ويجب أن تتضافر الجهود الدبلوماسية والقانونية لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم وضمان عدم تكرارها.
على الجهات المختصة في السودان عدم الصمت ويجب طرق أبواب العدالة وعدم التهاون حتى لا تضيع الحقوق.
صدق النبي الكريم حين قال في آخر الزمان يكثر الهرج والمرج(كثرة القتل) فهل نحن الآن في آخر الزمان؟.
لا أزال أعجب!! هناك منظمات عالمية تعمل في دارفور فقدت عددا من موظفيها جراء هذا القتال وتلتزم الصمت ولا تدين ولا تنطق بكلمة الحق.
إن صمت اليوم سيكون وصمة عار على جبين الإنسانية وسيشجع على المزيد من العنف والدمار في منطقة تعاني من التشريد.
إن التحرك الآن ليس مجرد خيار، بل هو واجب إنساني وقانوني لا يمكن التهرب منه.
متى سينعم السودان بالأمن والأمان؟ دارفور الجرح النازف!
العالم بأكمله يعلم ما نحن فيه من معاناة وتشريد ونزوح.
ومع ذلك يضعون أيديهم على خدودهم وينظرون إلينا عبر الشاشات المختلفة ويصطنعون الدهشة مثل الذي يشاهد فيلم رعب!، وتخيل أن هناك جسم غريب يتحرك بجواره ولكنه لا يريد أن يلتفت خشية أن يكون حقيقة.
أقول لكم ما تشاهدونه عبر الشاشات هو ما استطاع المصور إليه سبيلا وما كان خلف ذلك أكبر واعظم.
يجب أن نكون صوتاً للضحايا و لمن لا صوت لهم.