تقارير و مقالات

ما بين تقصير المجتمع الدولي و الضغط الاقتصادي تفاقم أزمة اللاجئين السودانيين

خبراء الحرب السودانية أكبر أزمة في العالم
  • حقوقيون لابد من نشر الوعي القانوني بين اللاجئين للتمتع بحقوقهم وقانون اللجوء الجديد سيمنح حقوق وامتيازات جديدة

أزمة اللاجئين السودانيين: السكن و التعليم أكبر المشاكل.

تقرير: أم بله النور.

وجه عدد من المتحدثين خلال ندوة عن الأوضاع الإنسانية للاجئين السودانين عقدت بالقاهرة انتقادات كبيرة للمجتمع الدولي تجاه اللاجئين السودانيين الذين أصبحوا غير قادرين على توفير متطلباتهم الأساسية في ظل انعدم الدعم و فرص العمل و نفاذ جميع مدخراتهم خلال العاميين الماضيين.

أزمة اللاجئين السودانيين.. غياب كامل

وصفت المدير التنفيذى لمنظمة زينب لتنمية وتطوير المرأة الدكتورة فاطمة أحمد المصطفي في التعامل مع أزمة السودان بانتقائية المجتمع الدولي والمنظمات تجاه الأزمة بخلاف الأزمات الأخرى، و أوضحت أن المساعدات التي تقدم إلى اللاجئين المتواجدين داخل السودان بولاية القضارف شرق البلاد مساعدات كبيره جدا لم يحظ بها ملايين النازحين السودانيين داخليا و خارجيا، و هناك غياب كامل لأي دعم أو مساندة .

و أضافت فاطمة أن هناك عدم اكتراث و اهتمام من المجتمع الدولي للأزمة الإنسانية التي يمر بها السودانيون، و تساءلت لماذا لا يوجد دعم للاجئين السودانيين ؟.

و نوهت إلى أن السودان ظل يستضيف اللاجئين من دول الجوار و غيرها من الدول التي مرت بحالة حرب، كاشفة عن ما قدمته منظمة زينب في السودان لدعم اللاجئين الإثيوبين.

و أكدت أن اللاجئين يستحقون الدعم و الرعاية دون تمييز.

و كشفت فاطمة أن اللاجئ السوداني في دول الجوار يعاني، مما يكشف عدم اهتمام من جانب المجتمع الدولي به، و اعتبرته صمتا واضحا تجاه الأزمة الإنسانية السودانية.

أزمة اللاجئين السودانيين
جانب من الندوة

أزمة اللاجئين السودانيين.. الاجراءات

فيما كشفت المدير التنفيذى للمركز المصرى متعدد الثقافات الدكتورة فاطيما إدريس أن الحرب السودانية هي الأعلى نزوحا في العالم، إلا أنها لم تجد اهتماما من المجتمع الدولي كبقية الحروب في بقية الدول.

و أضافت د. فاطمة إدريس أن المنظمة قبل اندلاع الحرب في السودان قامت بتسجيل أكثر من ١٣ ألف لاجئ من عدد من الدول لدى مفوضية شؤون اللاجئين بمصر خلال ٣ أشهر فقط.

و ترى د. فاطمة أن هناك بطء في إجراءات التسجيل و الحصول على بطاقة طلب اللجوء و الإقامة و التي بمثابة مستند قانوني و حماية للاجئين.

و أشارت إلى وجود أزمة تمويل للاستجابة الإنسانية و التي أظهرت إخفاقا كاملا في توفير الاحتياجات الأساسية، مما فاقم من أزمة اللاجئين السودانيين.

و نوهت إلى أن الآلاف من الاطفال اللاجئين خارج العملية التعليمية بسبب العقبات الإدارية المعروفة لدى المفوضية حيث تتجاوز الثلاث سنوات للحصول على الإقامة.
و حذرت فاطمة من خطورة عدم حصول هؤلاء الأطفال علي التعليم الذي سيشكل خطر على هذا الجيل.

كما حذرت من خطورة الهجرة الثانوية لدى السودانين إلى دول الجوار، كاشفة عن أعداد غير مسبوقة من النساء بحسب فاطمة تعرضوا لانتهاكات جسيمة في ليبيا للفارين من أزمة الحرب.

قصور في التمويل

فيما قالت الباحثة و الخبيرة في الشؤون السودانية و مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية الدكتورة أماني الطويل إن الأمم المتحدة اعتبرت أن أزمة السودان هي الأسوأ ، و تساءلت ماذا فعل المجلس تجاه هذه الأزمة؟، مضيفة أن دول كبرى وعدت بدعم اللاجئين و لم يحدث.

و قالت أماني إن هناك قصور من الدول في تمويل الأمم المتحدة، و هو أمر فاقم أزمة اللاجئين السودانيين.

أزمة اللاجئين السودانيين
المتحدثون أكدوا على أن اللاجئ السوداني لم يجد الاهتمام الكافي من المنظمات الدولية
ضعف المساعدات

من جانبه، عزا مدير مركز الفارابي، بروفيسور مدحت حماد، ضعف المساعدات المقدمة للاجئين السودانيين إلى شح الموارد عالميًا، لافتًا إلى أن اللاجئ السوداني يُعد الأكثر تأثرًا بتداعيات الحرب مقارنة بلاجئي العراق و سوريا، لأنه لم يكن يتوقع اندلاعها و بالتالي لم يستعد لها، فضلاً عن الضغوط المالية العالمية التي قلّصت إمكانيات الدعم.

جهل بالقوانين

و تطرقت دكتورة إسراء شكري المحامي بمجلس الدولة إلى القوانين التي تحمي اللاجئ ، و قالت إن مصر بحكم أنها لا تفتح مخيمات لجوء لا تفرق في تطبيق القوانين ، مؤكدة أن أغلب الإشكالات التي تحدث بسبب عدم الوعي بالقوانين و عدم المعرفة بالجهة التي سيلجأ إليها في الحالات المختلفة إلى جانب الإشكالات النفسية و الاجتماعية في حالات الطلاق، الزواج ، التنمر، السب و القذف و غيرها.

و كيفية الحصول على الحقوق القانونية و الجهات المانحة و المنفذة لها، و شددت إسراء على ضرورة نشر الوعي القانوني وسط اللاجئين السودانيين من قبل منظمات المجتمع المدني المختلفة.

و ختمت حديثها ببشرى سارة للاجئين السودانيين باقتراب صدور قانون اللجوء المصري الذي يمنحهم العديد من الحقوق و الامتيازات.

أزمة حقيقية

فيما كشف عدد من المشاركين في ندوة أوضاع اللاجئين السودانيين بمصر عن وجود معاناة كبيرة في مجالات الصحة و التعليم و السكن، لعدم وجود الدعم، و هناك أسر كثيرة جدا فشلت في إرسال أبنائها إلى المدارس، و اتفقوا مع المحامي إسراء في الجهل بالقوانيين خاصة قانون الإيجارات وضياع حقوق كبيره بسبب ذلك الجهل.

يضاف ذلك إلى التباطؤ في الحصول على بطاقات طلب اللجوء و التي تستمر لأكثر من تسعة أشهر للحصول عليها مما ينعكس على الحصول على أي دعم قد يأتي إلى اللاجئ خلال هذه الفترة.

أسبالتا

شبكة أسبالتا الإخبارية (Aspalta News)، منصتكم الأولى لمتابعة آخر أخبار السودان اليوم على مدار الساعة. نقدم تغطية شاملة وموثوقة للأحداث السياسية، الاقتصادية، الرياضية، والثقافية، بالإضافة إلى تقارير حصرية وتحليلات معمّقة تساعدكم على فهم المشهد السوداني والعالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى