تقارير و مقالات

قطع العلاقات السودانية الإماراتية، من الرابح ومن الخاسر؟

🖋️ حيدر بركة.

قرار الحكومة السودانية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة يمثل تصعيداً خطيراً في منطقة تعاني بالفعل من هشاشة أمنية و سياسية متزايدة.

هذا التطور، الذي جاء في خضم حرب مدمرة يشهدها السودان.

ماذا بعد هذا القرار؟ تساؤلات ملحة حول المستفيد و المتضرر من هذه الخطوة و تداعياتها على مستقبل البلاد و المنطقة بأسرها.

من الواضح أن الحكومة السودانية بقيادة الجيش و لجنة الأمن و الدفاع ترى في هذا القرار خطوة ضرورية لحماية سيادتها و مواجهة التدخل الإماراتي في شؤونها الداخلية.

و كان لابد منها و أنها تأخرت في اتخاذ هذا القرار.

الاتهامات الموجهة للإمارات بدعم قوات الدعم السريع المتمردة على الدولة، هي الدافع الرئيسي لقطع العلاقات.

قد ترى الحكومة في هذه الخطوة رسالة قوية للمجتمع الدولي بضرورة محاسبة الإمارات على دورها، بعد صمت المجالس الدولية و الجهات الخارجية إلا من ضجيج خافت لا يكاد يكون له أثر و ربما محاولة بائسة تحمل في مضمونها خجلاً (أننا نراقب الوضع و نبذل ما بوسعنا لتدارك الكارثه).

على الجانب الآخر، الإمارات تبقى في موقع الخاسر دبلوماسياً، و هذه حقيقة، فقد خسرت قناة اتصال رسمية مهمة مع الحكومة السودانية، و خسرت الذهب الذي كان يأيها حتى أثناء هذه الحرب، و هو ما قد يعيق جهودها المستقبلية في المنطقة، سواء كانت ذات طبيعة سياسية أو اقتصادية.

و هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها السودان دولة عربية أنها (عدو) مباشر.

أما عن المستفيدين المحتملين، فقد تجد بعض القوى الإقليمية و الدولية التي لديها تحفظات على الدور المتزايد للإمارات في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر في هذا التطور فرصة لتعزيز نفوذها أو إعادة ترتيب التحالفات.

هذه الخطوات شجعت روسيا لفتح ملفات قديمة جديدة (القاعدة الروسية)، و ربما تدخل تركيا في البحر الاحمر إذاً أمريكا لن تبقى صامتة فحليفتها الإمارات هي من سرع هذه الخطوات و فتح الباب للمنافسين بالدخول.

سنشهد تغيرات و ضغوطات على الإمارات في القريب العاجل.

في الختام، قرار الحكومة السودانية بقطع العلاقات مع الإمارات يحمل في طياته مغامرة نتمنى أن تكون محسوبة.

فبينما قد ترى الحكومة فيه خطوة ضرورية لحماية مصالحها، فإنه يفتح الباب أمام مزيد من التعقيدات في المشهد السوداني و الإقليمي.

الرابح الأكبر من قطع العلاقات هي روسيا لأنها تريد أن تكون البديل الذي يتم عبره تصدير الذهب و بناء القاعدة و فرض سيطرة على ممر بحري مهم و بهذا ستضغط على النفوذ الأمريكي في المنطقة.

أخيراً
يجب أن نكون صوتاً لمن لا صوت لهم.

أسبالتا

شبكة أسبالتا الإخبارية (Aspalta News)، منصتكم الأولى لمتابعة آخر أخبار السودان اليوم على مدار الساعة. نقدم تغطية شاملة وموثوقة للأحداث السياسية، الاقتصادية، الرياضية، والثقافية، بالإضافة إلى تقارير حصرية وتحليلات معمّقة تساعدكم على فهم المشهد السوداني والعالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى