تقارير و مقالات

قصر فرساي .. 67,000 متر من الإبداع هندسي و شهادة على العصور

في عام 1142 كانت قرية فرساي الفرنسية التي تحتضن قصر فرساي تتركز على قلعة صغيرة و كنيسة.
كانت قرية مزدهرة إلى حد ما، ذلك بسبب موقعها المطل على طرق ربطت بين باريس و نورماندي، إلا أن القرية تأثرت كثيرا بالطاعون الذي انتشر في أوروبا بين عامي 1347 و 1352.

الطاعون الأسود أودى بحياة ثلث سكان القارة، كما انتكست القرية جراء حرب المائة عام ، و هي حرب طويلة استمرت لمدة 116 سنة ما بين عامي 1337 و 1453، و دارت بين فرنسا و إنجلترا.

كانت حرب المائة عام نزاعا مؤثرا على الساحة الأوروبية و التاريخ الأوروبي، بعد أن اشتركت فيها أجيال متعددة من المتحاربين في نزاع على الأراضي.

وكان من أسباب الحرب كذاك الرغبة في إنجلترا للتخلص من الهيمنة الفرنسية، بجانب أسباب اقتصادية،كما أن الطاعون الأسود تسبب في موت ما يقرب من نصف سكان فرنسا.


نتيجة لتلك الأحداث تقلص عدد سكان قرية فرساي الفرنسية بشكل كبير .
بحلول عام 1577 حل أحد الفلورنسيين بالقرية، و سرعان ما أصبح من النافذين بالبرلمان الفرنسي، و هو ما قربه من الملك الفرنسي و بلاطه.


في العقود الأولى من القرن السابع عشر وجه البرلماني الفلورنسي الدعوة للملك لويس الثالث عشر لممارسة رحلات الصيد في الغابات المحيطة بقرية فرساي.


وفرة الطرائد و متعة الصيد جعلا الملك يأمر بتشييد منزل صغير للصيد في عام 1624.
صمم ذلك المنزل فيلبان روجينيه، و بعد نحو 10 سنوات من ذلك التاريخ أخد الملك لويس الثالث عشر المنطقة من أسرة البرلماني الفورنسي، و بدأ في توسيع البناء الذي أصبح قصرا لإحدى خليلات الملك.
تأسس الرايخ الألماني الثاني في قصر فرساي بعدما انتصرت ألمانيا على فرنسا في 1871، و بذلك أصبح القصر مقرا للقيصر فلهلم الأول قيصر الإمبراطورية الألمانية.

قصر فرساي
واجهة القصر وحدها يقدر طولها ب 80 مترا
قصر فرساي
واجهة القصر وحدها يقدر طولها ب 80 مترا

قصر فرساي تحفة هندسية


اكتسب قصر فرساي شهرة عالمية باعتباره تحفة فنية غاية في الروعة و الجمال، حيث بدا ذلك في روعة المعمار و قطع الأثاث المقتناة للقصر، بالإضافة إلى الحدائق المنسقة بشكل يبهج الأبصار.
واجهة القصر يقدر طولها ب 80 مترا، بينما يتكون القصر نفسه من عدة مبان تقابل بعضها بعضا، و تفصل بينها ساحة القصر الرحبة.
يتكون القصر من 3 طوابق إلا أن اللافت أن الكثير من الأثاث فيه و الأسقف مصنوعة من الذهب.
لقد لعب قصر فرساي دورا مهما في التاريخ الفرنسي، حيث كان يسكنه الملك بجانب 20 ألف شخص من الأسرة الحاكمة و حواشيها.

ذلك القصر كان مقرا لإقامة أبرز ملوك فرنسا و أكثرهم تأثيرا كلويس الرابع عشر الذي حكم فرنسا بداية من الرابع عشر من مايو 1643 و نهاية بوفاته عام 1715.

كما سكن القصر لويس الخامس عشر و لويس السادس عشر آخر رموز الملكية التي أزاحتها الثورة الفرنسية رسميا في 21 سبتمبر 1792.

قصر فرساي
تميز القصر ببناء بديع أنجزت نخبة مهندسي ذلك الزمان
قصر فرساي
تميز القصر ببناء بديع أنجزت نخبة مهندسي ذلك الزمان


تميز قصر فرساي بنمط العمارة الكلاسيكية الجديدة، التي تتميز بالأعمدة العالية و الحجم الذي يعكس العظمة و القوة و العلو.

لقد اكتسبت العمارة الكلاسيكية الجديدة العديد من ملامحها من المباني الرومانية و اليونانية و التي امتلكت مكانة في تاريخ العمارة.

هذا النوع من العمارة أحبه الناس في أوروبا في القرن الثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر، و قد يكون قصر فرساي و هيبته أحد المسوغات لانتشار هذا النوع من العمارة.

حيث عكف على بنائه نخبة من مهندسي العمارة في ذلك الزمان، كشارلس لوبورن الفنان الأشهر في القرن السابع عشر.

كان لوبورن رساما للملك لويس الرابع عشر، حيث ذاع صيته كأعظم فنان فرنسي على مر العصور كما أعلنه الملك كذلك، قبل وفاة لوبورن في 1690، و جول أردوان ماسار، حيث بلغ عرض القصر 900 متر، و طوله 67000 متر.


اليوم يقف القصر شاهدا على حقب زاهية في التاريخ الفرنسي و تاريخ الفنون المعمارية في العالم.

قصر فرساي
طول القصر العتيق 67,000 متر
قصر فرساي
طول القصر العتيق 67,000 متر

أسبالتا

شبكة أسبالتا الإخبارية (Aspalta News)، منصتكم الأولى لمتابعة آخر أخبار السودان اليوم على مدار الساعة. نقدم تغطية شاملة وموثوقة للأحداث السياسية، الاقتصادية، الرياضية، والثقافية، بالإضافة إلى تقارير حصرية وتحليلات معمّقة تساعدكم على فهم المشهد السوداني والعالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى