
- تصريحات المسؤولين السودانيين تؤكد عزم الحكومة على فك حصار المدينة
فك حصار الفاشر أكبر الهموم الإنسانية و السياسية التي تواجه الحكومة.
حدثان أظهرا نية الحكومة السودانية على المضي قدما في العمليات العسكرية بهدف إنهاء حصار مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور غرب البلاد.
فبعد أن عاد من جولة خارجية أُعلن أنها هدفت إلى بحث سبل إنهاء المدينة المحاصرة منذ مايو 2023 خاطب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قيادات عسكرية و جمعا من أعضاء “اللجنة العليا لفك حصار الفاشر” نافيا هروبه للخارج و مؤكدا تمسكه بالمسؤوليات.
حاكم الإقليم قدم صورة لما تعيشه المدينة، متحدثا عن نحو 900000 شخص يعيشون أوضاعا إنسانية قاسية مردها الحصار الطويل، و انقطاع الإمدادات الغذائية و الطبية و الوقوع في دائرة القصف.
و واصل مناوي إرسال رسائل سياسية و إنسانية كان قد بدأها في وقت سابق بضرورة فك حصار المدينة، و لكنه في هذه المرة عدَّ التأخير في فك الحصار “تقصيرا من القوة الوطنية”.
و في ذات الموقف عاد مناوي مذكرا بأن الحديث عن التأخر في إنهاء الأزمة الإنسانية سببه “الطريق المليئ بالأشواك و الذي سيسيرون فيه مهما كلف”، مذكرا الجمع بأن المعارك التي وقعت في أم صميمة و الزرق و المالحة و الخوي مهدت الطريق إلى الفاشر و أبعدت الخطر المحدق بالسودان.
فك حصار الفاشر .. استعدادات ميدانية
الحدث الثاني الذي جاء في خضم أحداث متلاحقة على الصعيد السوداني كان مخاطبة عضو مجلس السيادة الانتقالي و نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن شمس الدين كباشي لقوات من الجيش و القوة المشتركة بأحد محاور كردفان.
و بدا من فحوى حديث المسؤول العسكري الكبير أن الحكومة مصممة على فك حصار المدينة المنكوبة بالقوة، استجابة للحالة الإنسانية الملحة فيها.
و يشن الجيش السوداني عمليات قصف جوي على تجمعات الدعم السريع التي تهاجم المدينة منذ ساعات بهدف إضعاف الهجوم أو رده عن المدينة التي تدافع عنها فرقة عسكرية مدعومة بالقوة المشتركة للحركات المسلحة.
الأوضاع الإنسانية في الفاشر
و مثلما عانى مواطنو مناطق أخرى في السودان من تداعيات الحرب في البلاد يعاني المدنيون في الفاشر أوضاعا أشد وطأة تحت ظل الحصار و القصف المتكرر.
مؤخرا بات التنقل داخل المدينة من أشد الأمور خطرا بسبب تهديد القصف بالطائرات المسيرة و القذائف المدفعية، كما أصبح الغذاء عزيزا و ارتفعت أسعاره على نحو لا يستطيعه غالبية أهل المدينة.
ذلك يضاف إلى التدني الكبير في مستوى الخدمات الصحية، حيث يعمل الأطباء و العاملون الصحيون في ظروف بالغة التعقيد من أجل إنقاذ أرواح المرضى.