بقلم: رشا المرضي.
للمعترضين على قرارات تنظيم البيئة المدرسية هذه هي الحقيقة.
عندما تصدر وزارة التربية و التعليم قرارا لتنظيم البيئة المدرسية غالبا ما يثير ذلك موجة من الاعتراضات و خصوصا اذا لم تأتي كما يريد البعض،
فبعض الاعتراض يأتي من أولياء أمور يعتقدون أن المدرسة هي المسؤولة وحدها عن تشكيل شخصيات أبنائهم و هو فهم يجانب الصحة تماما.
المدرسة ليست مصنعا يستلم الطفل كمنتج خام ليعيد تصنيعه وفق رغبات أسرته، بل هي مؤسسة تعليمية و توجيهية تكمل دور البيت لا تلغيه.
من المثير للدهشة أن يرفض البعض هذه القرارات التربوية رغم أن توجيهات ديننا الحنيف جاءت واضحة في هذا الشأن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع و اضربوهم عليها لعشر و فرقوا بينهم في المضاجع)، هذا الحديث النبوي الشريف يوضح مبدأ التربية الوقائية و يدعو إلى مراعاة التغيرات النفسية و الجسدية التي ترافق مرحلة البلوغ، فإذا كان التوجيه النبوي يوصي بالتفريق بين الإخوة في المضاجع عند العاشرة فكيف يمكننا أن نقبل باختلاط أبنائنا بغرباء في بيئة واحدة دون ضوابط تربوية واضحة.
قد يحتج البعض بأن هذه القرارات قد تؤدي إلى صدمات نفسية لأطفالهم متجاهلين أن السبب الحقيقي وراء هذه الصدمات قد يكون التقصير الأسري في التربية الدينية و النفسية منذ البداية و أن بناء القيم يبدأ في المنزل و ليس في الفصل الدراسي.
إن الأبوة و الأمومة ليستا مجرد أدوار بيولوجية، بل مسؤولية أخلاقية و دينية عميقة و كبيرة، و الحقيقة المؤلمة أن بعض أولياء الأمور يبحثون عن شماعة لتعليق أخطائهم التربوية متناسين أنهم الأساس في بناء شخصية أبنائهم.
لا يمكن أن يلقى بالطفل في المدرسة و كأنها جهة إنقاذ أخلاقي و يقال للمعلم: “ندفعُ لك المال، فقم بتربيته لنا”، و هذا الاختلال في المفاهيم يجب أن يصحح لأن المجتمع كله سيدفع ثمن هذا التقصير.
لذا من المهم التفكير ألف مرة قبل الزواج و الإنجاب: كيف ستربون أبناءكم؟ لأن رحلة الأسرة ليست مجرد صفقة عابرة، بل هي رحلة طويلة يدفع ثمن إهمالها الأبناء و المجتمع بأسره.